الغذاء والحركة والقتال
الغذاء والحركة والقتال
من البرامج أيضًا “الماكروبيوتك”، وهي لفظة مشتقة من كلمة يونانية مكوَّنة من جزأين: “ماكرو” أي الكبير، و”بيوس” أي الحياة، ويُعد الفيلسوف الياباني “جروج أوشاوا” مؤسس الماكروبيوتك بصورته المعاصرة.
وهو برنامج تدريبي استشفائي يأخذ طابع التثقيف الصحي، وهو بمثابة العلاج البديل القائم على الإيمان بالطاقة الكونية، وضرورة تنظيم الحياة والمأكل والملبس والرياضة وتصميم المنزل بشكل يتناسب ويتناغم مع متطلَّبات انسياب الطاقة الكونية! وتسهيل تغلغلها حتى يتحد بها ليحصل له الصحة والشفاء، وأخيرًا السمو الروحي!
ومن الأمور المنتشرة أيضًا، والتي تخصُّ الفلسفة الشرقية “اليوجا”، وهي كلمة سنسكريتية تعني الاتحاد والتوحُّد، وهي من أقدم تعاليم الديانات الهندية، ويقوم فيها الإنسان بمجموعة من التمارين الجسدية والروحية بهدف الخروج من عالم الظواهر والتعددية إلى الوحدة المطلقة والذوبان فيها! والشخص “اليوجي” بالنسبة لهم هو الشخص الذي امتلك قدرات خارقة استمدَّها بعد معرفته بحقيقة نفسه الإلهية التي اكتشفها خلال جلسات اليوجا.
وتتم ممارسة اليوجا بأجواء طبيعية وبملابس طبيعية فضفاضة، وتشمل أوضاعها أوضاعًا تشبه مظاهر طبيعية، كوضعيات الكلب والقط والأسد، أو وضعية شجرة اللوتس.
وغير اليوجا، يوجد “التاي شي شوان Taijiquan” وهي كلمة صينية تعني الوجود النهائي، أو التقدُّم نحو اللانهائي، وهو أحد فنون القتال الشرقية، ويُرى أن بعض الرهبان قد طوَّروها دفاعًا عن أنفسهم حين تأمَّلوا الطبيعة وحركات الأفعى والحيوانات الأخرى في حال المهاجمة والدفاع عن النفس.
بجانب ذلك هناك ممارسات “الهونا”، والتي أسَّسها ماكس لونج، وهو أحد مفكري حركة العصر الجديد، وهناك برنامج تدريبي قائم على التدريب على أنواع متقدِّمة من الطاقات لاكتساب قدرات فوق بشرية التأثير، كقدرة تأثير العقل في المادة، أو تحريك الأشياء عن بُعد! ويُستخدم فيه أنواع من الطلاسم والرموز.
الفكرة من كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
البرمجة اللغوية العصبية، الريكي، العلاج بالبرانا، اليوجا، وغيرها من الأسماء، تتردَّد على آذاننا لتحقيق السلام النفسي، أو التخلُّص من التوتر والضغط، وغيرها من المطالب التي يبحث عنها العديد منَّا في العصر الحديث، فما حقيقة هذه البرامج؟ وما أصل فلسفتها؟
تُقدِّم لنا الكاتبة أثر الفلسفة الشرقية في حياتنا اليومية، والتي هي أصل للكثير من هذه البرامج، كما توضِّح بشكل مُيسَّر ما هي “حركة العصر الجديد”، وما علاقتها بتلك البرامج وبالفلسفة الشرقية؟
مؤلف كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
فوز بنت عبد اللطيف كردي: باحثة وكاتبة سعودية من مواليد المدينة المنوَّرة، حصلت على الدكتوراه في فلسفة التربية والدراسات الإسلامية، تخصُّص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وهي باحثة متخصِّصة في الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، تعمل رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز (فرع البنات).
قدَّمت عددًا من الدورات التوعوية، ولها عدد من المشاركات العملية على مستوى المملكة والخليج العربي، ولها عدد من المؤلفات والأبحاث منها: “المرأة في مناهج التعليم”، و”حقيقة العلاج بالطاقة بين القرآن الكريم والعلم”، و”أصول الإيمان بالغيب وآثاره”، و”حركة العصر الجديد: دراسة لجذور الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة الإسلامية”.