العمل الرقمي حسب الطلب
العمل الرقمي حسب الطلب
أما عن العمل الرقمي فله ثلاثة أنماط: النمط الأول هو العمل الرقمي حسب الطلب، وفيه يقسم العمل مهمات صغيرة محددة، تُوكّل إلى مستخدمي المنصة لإنجازها، ويقتصر دور المنصة على التنسيق والحفاظ على الترابط بين الأفراد في ما يسمى بالاقتصاد التشاركي، ومن أشهر الأمثلة على ذلك شركة أوبر | Uber، وقد تتنوع تلك الأنشطة التي يمكن أن تدخل في المنصات، من الأعمال المنزلية إلى النقل والتوصيل.
يعد النمط الرقمي للعمل حسب الطلب بحرية، نتيجة تمكين الأفراد من اختيار عدد ساعات عملهم بمرونة في ظل توافر فرص عديدة، ولكن الانتقادات توضح أن تلك الحرية وهمية، فالشركة المالكة للمنصة تستغل الأفراد بأكثر من طريقة، وتضعهم تحت المراقبة والتقييم المستمرين، بجانب تغذيتها بعض السلوكيات لتعزيزها، مثل زيادة الأسعار أو المكافآت في أوقات الذروة، لتجبر الأفراد على العمل في أوقات معينة لتحصيل عائد معقول.
بالإضافة إلى عدم اعتبار الأفراد العاملين موظفين بالمعنى القانوني، ولذلك ليس لهم حقوق الموظفين في العالم الحقيقي، بجانب تعرضهم للتمييز الرقمي بناءً على لونهم أو خبراتهم أو سمعتهم، وتتركهم المنصة تحت رحمة الخوارزميات التي تسعر وتنسق العمليات بلا رحمة بناءً على ديناميكيات السوق.
يرى بعض المتفائلين أن جميع المشكلات ستُحل بإتمام عملية الأتمتة، فالمركبات الذاتية القيادة ستقضي على مشكلات النقل، ولكنهم يقعون في فخ تجاهل الدور البشري المساهم في تعليم المركبات، وحتى اليوم لا توجد سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل، وهل أصلًا سيثق الراكب باستبدال الروبوت بسائقه؟
الفكرة من كتاب في انتظار الروبوت.. الأيدي الخفية وراء العمل الرقمي
يعمل سيمون في شركة بمدغشقر، تعرض هذه الشركة على المشاهير توفير الخدمات والمنتجات الترفيهية اعتمادًا على تقنية الذكاء الاصطناعي، ولكن في الحقيقة، من يقوم بالعمل هو سيمون وجموع غفيرة في عديد من الدول الفقيرة، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي الحقيقي مجرد ستارة تخفي تحتها عاملين رقميين!
سنحاول كشف الغطاء عن الدور البشري في التطور التكنولوجي للآلات عبر ما يسمى بالعمل الرقمي، لنجيب عن أسئلة مهمة مثل: هل سنصل يومًا إلى ما يسمى بالأتمتة الكاملة؟ وهل ستجعلنا الروبوتات نعيش في عالم بلا وظائف؟ وما علاقاتها بالعمل الرقمي؟ وما مشكلاته؟ وكيف تستغله المنصات الكبرى؟ وما الذي يمكن للعمال فعله لتحسين ظروفهم؟
مؤلف كتاب في انتظار الروبوت.. الأيدي الخفية وراء العمل الرقمي
أنطونيو كازيللي: أستاذ علم الاجتماع الإيطالي الفرنسي، ولد في فبراير عام 1972م بإيطاليا، وحصل على الدكتوراه في عام 2006م من جامعة مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بفرنسا، وعمل منسق سيمينار دراسة الثقافات الرقمية منذ عام 2007م، حاز كتابه “في انتظار الروبوت.. الأيدي الخفية وراء العمل الرقمي” جائزتين، الكتابة الاجتماعية والجائزة الكبرى للحماية الاجتماعية، وله كتاب آخر بعنوان:
الروابط الرقمية.
معلومات عن المترجمة:
مها قابيل: مترجمة مصرية متخصصة في العلوم، من أعمالها الترجمية:
البيولوجيا: تاريخ وفلسفة.
الاستنساخ البشري.