الرسم
التفكير البصري يعتمد على مهارة الرسم، التي طالما رأيناها مُجرد مهارة، تظهر جليًّا في مرحلة الطفولة، وغالبًا تُواجَه بالتثبيط والإهمال، فالقليل من يعلم أنها أداة بالغة الأهمية يُمكن توظيفها في مجال الأعمال، إذ تفك الرسومات البصريَّة شفرات النصوص المعقدة، وتبرز التفاصيل المهمة، لتُميزها من التفاصيل الصغيرة والمُكررة، وتُنظم الأفكار، وتوضح الروابط بين التفاصيل المختلفة، ليُصبح تناول الموضوع وفهمه أكثر سهولة، ومن ثم تتفتح أذهان الحاضرين، وتتدفق الأفكار الجديدة.
بهذا الشكل يُحفز التفكيرُ البصري التعاونَ بين أعضاء الفرق، ويُحسن من سرعتهم ودرجة إبداعهم وفاعليتهم، وهذا ضروري في عصر يتسم بتطور سلوك المستهلك المتسارع، الذي يترافق مع ظهور ابتكارات تكنولوجيَّة ناشئة، لتجد الشركات نفسها مُضطرة للتعامل مع مستويات عالية من التقلبات وعدم اليقين، لتُدرك أن نمط الأعداد الهائلة من التقارير المكتوبة والتخطيط المُفصل عاجز عن مُجاراة هذه البيئة الديناميكيَّة، وتتبنى أنماطًا جديدة مثل: نمط منهجيَّات التنمية المتكرِّرة | Agile Scrum، والأسلوب الليِّن | Lean Startup، والتفكير التصميمي | Design thinking.
تتطلب هذه الأنماط التقنيات البصريَّة، لذا ينبغي التجرد من مشاعر خوف ممارسة الرسم عبر ممارسته، الأمر بسيط يحتاج فقط إلى أخذ بعض الإرشادات في الحسبان، كعدم الإفراط في وضع الخطوط واستخدام الألوان، إذ يُنصح باستخدام اللون الأسود والرمادي فقط بخطوط ذات سماكة مختلفة لإعطاء تأثير ثلاثي الأبعاد، ولون مختلف لإبراز المواضع المهمة التي ينبغي أن تُرسم بسرعة أبطأ لإبراز تفاصيلها، فسرعة الرسم توضح تدفق مسار العمل والتفاصيل التي ينبغي التركيز عليها، وبالنسبة إلى الدوائر والزوايا فلا بد أن تكون مغلقة بشكل محكم حتى تُصبح مُريحة للعين.
يُمكن استخدام تعابير الوجه “الإيموتيكون” لتوضيح الحالة المزاجية، والبالونات النصيَّة بشكل يُبرز محتواها، والحركة التي تبرز من خلال إعطاء زاوية للجذع، ووضع الأطراف بناءً على الحالة المزاجيَّة، فالشخص الحزين يظهر منحنيًا لأسفل على عكس الشخص الفخور، ولرسم عدة أشخاص تُستخدم أنماط مختلفة لتوضيح مناصبهم أو وظائفهم أو فئاتهم العمريَّة، وفي النهاية يتم الربط بين هذه العناصر عبر الخطوط والأسهم، وعند إضافة نص يُفضل استخدام خط يُبرز معنى النص.
الفكرة من كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
تُعد الصورة أبلغ من ألف كلمة، إذ إن خمسة وسبعين بالمئة من الخلايا العصبيَّة التي تكون الدماغ تُستخدم في معالجة المعطيات البصريَّة، وبالرغم من ذلك ما زلنا لا نطلق العنان لتلك الخلايا عبر استخدام المعطيات البصريَّة وإحداث تأثير أقوى، بحُجة أن مهارة التفكير البصري حِكر على عدد قليل من الناس، لكن هذا ليس صحيحًا، الجميع يُولد ولديه قُدرة على التفكير وتصور الأشياء بواسطة الرسم، والقليل من يعمل على تطويرها مع تقدم السن، وسنتعرف من خلال هذا الكتاب على كيفية تطوير مهارة التفكير البصري واستخدامها في بيئات الأعمال.
مؤلف كتاب التفكير البصري: تمكين الأفراد والمنشآت باستخدام التعاون البصري
فيلمين بروند: مُؤلفة ومُصمِّمة، تخرجت بدرجة الامتياز في أكاديميَّة التصميم المرموقة في آيندهوفن، وحولت شغفها بالرسم والتصميم إلى مهنة حياتها، إذ عملت مُصمِّمة صناعيَّة في شركة ATAG Keukentechniek، ثُمَّ أسست استوديوهات التصميم الناجحة بورو بروند | BuroBRAND، وبروند بيزنس | BRANDbusiness، وهي تُعد الآن من إحدى الشخصيَّات الرائدة في ثورة الاتصالات البصريَّة، وتشارك شغفها مع منشآت عدَّة حول العالم، وصدر لها عدد من المؤلفات، منها:
Visual Doing: A Practical Guide to Incorporate Visual Thinking into Your Daily Business and Communication
My Icon Library: Build & Expand Your Own Visual Vocabulary
معلومات عن المترجمة:
ندى السمان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب، ومن ترجماتها:
اختبار أفكار العمل التجاري.