الذكاء والغباء العاطفي في الحياة الزوجية
الذكاء والغباء العاطفي في الحياة الزوجية
الأزواج الأذكياء عاطفيًّا هم الأكثر نجاحًا، لأنهم يفهمون أنفسهم وشركاءهم، ويعرفون كيف يديرون مشاعرهم ويتحكمون في تصرفاتهم، فثقافة تقبل الاختلاف التي يتمتع بها الأذكياء عاطفيًّا تحررهم من وهم أنهم يستطيعون تغيير شركاء حياتهم.
كذلك يحسن الأزواج الأذكياء عاطفيًّا الاستماع بعضهم لبعض، ويتركون مساحات لشركائهم ليعبروا عما يجول في خاطرهم، وعلى الجانب الآخر نجد الأزواج الأغبياء عاطفيًّا أقل قدرة على المشاركة الوجدانية، يعانون الخرس الزوجي، ومن ثم فهم الأكثر برودة في علاقاتهم الحميمية.
الأزواج الأذكياء عاطفيًّا مدركون لأهمية التجديد في علاقاتهم الزوجية، فهم حريصون على التجديد في مشاعرهم وأفكارهم ومظاهرهم أمام شركاء حياتهم، وفي اختيار كلمات الحب التي يعبرون بها عن عواطفهم تجاه شريك حياتهم، بينما لا يحسن الأزواج الأغبياء عاطفيًّا اختيار ألفاظهم، ويتركون عقلهم العاطفي يتولى قيادة مشاعرهم في لحظات الغضب، فنجد الزوج مثلًا يهدد زوجته في أعظم المواقف وأصغرها بالطلاق أو الزواج عليها، وهو في ذلك مغيب عن أبسط قواعد ضبط النفس.
والأزواج الأغبياء عاطفيًّا هم من لا يفهمون لغة شركائهم، وفهم لغة الآخر يعني فهم طريقته في التعبير عن مشاعره، فبعض الأزواج يعتذرون بشراء الهدايا، وآخرون يعتقدون أن مساعدة الزوجة في الأعباء المنزلية ربما تدخل السرور على قلبها، وهناك من يعتقد أن التلامس الجسدي فرصة للتعبير عن الحب، وتحدث المشاحنات عندما لا يتفهم كل منهما لغة الآخر.
قد تتعرف على الأزواج الأغبياء عاطفيًّا عندما تلاحظ أنهم الأكثر نقدًا بعضهم لبعض في أي حديث، حتى أمام الناس، وهذا التصرف يؤدي إلى نمطين شائعين من السلوك، الأول يكون بالبعد النفسي، وانعزال الشخص المُنتقد على نفسه والتوجس من الدخول في أي حديث مع الشخص الناقد، أما السيناريو الثاني المشهور فهو استخدام ما يسمى بجدال “تنس الطاولة”، ويعتمد على مهارة استخدام أحد الزوجين لأسلوب النقد نفسه الذي يستخدمه الآخر، فيكون الأمر أشبه بمباراة تنس يحاول فيها كل طرف المزايدة على الآخر بالنقد والإهانات، وهكذا حتى يتصاعد الأمر إلى الاشتباك بالأيدي أو الصراخ.
الفكرة من كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
هل سألت نفسك يومًا ما سر الشعور بكيمياء وألفة عند مقابلة بعض الأشخاص لأول مرة، ومع بعض الأشخاص يحصل النقيض تمامًا مهما اختلف زمن اللقاء أو طريقته؟
إن المتحكم الخفي وراء تلك المواقف التي نمر بها وشبيهاتها هو “الذكاء العاطفي”، ذلك المسؤول عن 80% من درجة وسرعة نجاحك المجتمعي والعاطفي والمهني، بينما يكون الذكاء الكمي -المتمثل في قدرتك على الحفظ والاسترجاع والنجاح المهني- مسؤولًا عن 20% فقط من نجاحك في الحياة.
لذا نحن بحاجة إلى معرفة مفاتيح الثمانين في المئة تلك التي ستفتح لنا أبواب النجاح، وتُعيننا على فهم مشاعرنا ودوافعنا التي تنعكس على حضورنا وكلماتنا وسلوكياتنا في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
مؤلف كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، وحاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا. اختِيرَت للعمل التطوعي عام 2012م سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين بأوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال عملها سفيرةً للاندماج بفيينا، نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم كجزء من المجتمع.
من مؤلفاتها:
فيتامينات نفسية.