الدم والعظام ومركزية الشعور بالأمان
الدم والعظام ومركزية الشعور بالأمان
تتمركز المحاضن العاطفية للإنسان حول أجزاء مختلفة من جسده ويكشف كل اضطراب أو مشكلة فيها عن علاقة ترابطية بينها وبين المركز العاطفي المتعلق بها، لهذا نجد كثيرًا من أمراض الدم والعظام ترتبط بالمركز العاطفي الأول المتعلق بمشاعر الأمان والخوف، والحاجة إلى الانتماء والحب والرغبة في تكوين الصداقات الأصيلة والإحساس بالسكينة والاكتفاء؛ إذ تشير كثير من الدراسات إلى أننا في حال عدم تحصُّلنا على القدر الكافي من العاطفية يوميًّا من خلال علاقاتنا ونشاطاتنا الاجتماعية، فإن أجسادنا عاجلًا أم آجلًا ستبادر بإخبارنا بذلك؛ محذرة إيانا من عواقب هذا الاحتياج والعوز الوجداني عن طريق مؤشرات عضوية محسوسة كالتعب والطفح الجلدي وآلام المفاصل والعظام.
ودلالات هذا الخواء العاطفي كثيرة وملموسة، إذ تضعنا الضغوطات الاجتماعية اليومية على المحك الذي يدفع بأجسادنا إلى دبلجتها بشكل عكسي على هيئة أوجاع في الرأس والعظام وضعف في الجهاز المناعي.
وفي وضع كهذا وبعد محاولة تقصٍّ وتشخيص معقدة، يأتي دور الثوابت الإيجابية بمحاذاة العلاج الطبي لإحداث ثورة إيجابية تنقلب على كل الثوابت السلبية البائدة وتغير من طريقة تفاعلنا مع الشكوك والمخاوف، ما يزيد من فرص نجاح الخطط العلاجية والوصفات الطبية؛ إذ تتعلَّق الثوابت الإيجابية المرتبطة بهذا المركز العاطفي بمدى الإحساس بالأمان على صعيد العلاقات النفسية الداخلية والخارجية، فالعظام ومرونتها والجهاز المناعي وقوته يعكسان عمق إحساسنا بالطمأنينة والدفء من عدمهما؛ ما يجعل من عملية إعادة تشكيل شبكة جديدة من أنماط التفكير واستخدام الثوابت التحفيزية لتحسين قدرات التواصل الذاتي والجماعي عاملًا فعالًا مهمًّا يسهم بدوره في تخليق حالة من التوازن بين حاجات الفرد والأسرة والمجتمع ليعود على جهازه المناعي والعضلي بالمردود الصحي والوقائي المطلوب.
الفكرة من كتاب كلٌّ على ما يرام
هل فكَّرت في يوم من الأيام في العلاقة التي تربط بين الصحة البدنية والسلامة الروحية؟
يطرح هذا الكتاب نوعًا من الموازنة الفريدة التي تقارب بين صحة النفس والوجدان وعلاقة ذلك وارتباطه بصحة الأعضاء والبدن، في إطار عملية تشافٍ شاملة تربط بين الجسد والروح، للتمكُّن من تحقيق العافية العضوية والسلام الداخلي، والموازاة بين العواطف والمواقف في حياتنا بكل مواقفها وتجاربها وخبراتنا فيها، مع التسليم بأن الإنسان كلٌّ لا تنفصل أجزاؤه، ولا ينفصل البدني عن النفسي أو الروحي فيه.
مؤلف كتاب كلٌّ على ما يرام
لويز هاي: كاتبة إنجليزية في مجال التحفيز والتطوير الذاتي، وقد مارست “هاي” في أوائل السبعينيات من القرن الماضي العلوم الدينية، وقادت الناس إلى استخدام التأكيدات الإيجابية التي تعتقد أنها تشفي الأمراض حتى أصبحت قائدة مشهورة لديها الكثير من ورش العمل إضافةً إلى دراستها للتأمُّل التجاوزي.
من مؤلفاتها: “اشف عقلك”، و”يمكنك شفاء حياتك”.
موناليزا شولز: حاصلة على شهادة الماجستير والدكتوراه، وهي طبيبة نفسية وعصبية مارست الطلب لما يزيد على خمس وعشرين سنة.
معلومات عن المترجم:
الأستاذ “حسين محمد”: قام بترجمة مجموعة من الكتب إلى جانب هذا الكتاب، ومنها: كتاب “اكسر شيئًا من الماء”.