الخطوتان الثانية والثالثة
الخطوتان الثانية والثالثة
وبعدما انتهيت من فحص إجابات المقابلات مع ملازمة سؤال (لماذا؟) لذهنك، أصبحت الآن أقرب إلى صناعة وعدك القيّم الفريد، وذلك من خلال الخطوة الثانية التي بها ستبدأ في صياغة وعدك الذي سيرى فيه الزبون انعكاسًا لقيمه الخاصة، وسيشعر بأنه مصنوع من كلماته فقط. ففي الخطوة الثانية ستبدأ باختيار مجموعة من ثلاثة إلى أربعة أفراد من منظمتك يمكنك الاعتماد عليهم، ويتحلّون ببعض الصفات مثل أنهم مبدعون ويستطيعون التفكير خارج الصندوق، ويستطيعون التغلّب على تحيزاتهم الشخصية وانطباعاتهم وآرائهم، ويستطيعون العمل بمفردهم والعمل في فريق، وبعدما تتوصل إلى هؤلاء الأفراد سيسير العمل على ثلاث مراحل.
أول مرحلة أن يعمل كل فرد مستقلًّا محاولًا استخلاص المفردات المُكررة والكلمات العاطفية التي استعملها العملاء من جدول الإجابات، ومن ثم يشكل منها نحو صيغتين محتملتين أو ثلاث لوعدك القيّم الفريد، كل وعد مكون من أربع إلى ثماني كلمات على الأكثر. وفي المرحلة الثانية يجتمع أفراد الفريق ليناقشوا الترشيحات ويعصفوا أذهانهم، فيمزجون بعض الوعود أو يعدلونها أو يرفضون بعضها، حتى يصلوا إلى ثلاثة أو أربعة خيارات نهائية فعلية لإجابة سؤال (لماذا؟). أما في المرحلة الأخيرة فتأخذ رأي عملائك الذين أجريت معهم المقابلات في الوعود المقترحة، وتعتمد الوعد ذا التصويت الأعلى، ولا تنسَ أن ترسل إليهم ملاحظة (شكرًا لك) مكتوبة بخط اليد مع هدية ذات قيمة دائمة.
الآن أصبح لديك وعدك القيّم الفريد الذي يُجيب عن سؤال (لماذا؟) للمستهلكين، ومن هنا أصبحت مستعدًّا للخطوة الثالثة وهي أن تضع أسس شركتك على وعدك، وتطور ثقافة تنظيمية تثبت بها تحقيقك لوعدك في كل مرة لكل العملاء عن طريق كل الموظفين العاملين في كل وحدة وقسم في هيكلك التنظيمي، وتُطبَّق هذا الثقافة وتُظهَر في كل التفاصيل، مثل مظهر مكتبك، والمتجر، أو حتى طريقة لبس موظفيك، حتى تبين للمستهلكين وفاءك بوعدك الفريد القيّم مع كل مرة تتعامل معهم، مما يعكس قيمهم الخاصة. وإن وجدت موظفين غير ملتزمين بالوعد أو خرجوا عن مساره، فعليك أن تكون على استعداد لتغييرهم إن فشلت في محاولات ضمهم سواء بالتدريب أو التواصل العاطفي وغيرها من الطرائق، وكذلك لا تنسَ أن تعد قائمة تقيّم فيها ثقافتك الحالية ومدى تقدمك واقترابك من قيم الزبائن ونسب مبيعاتك.
الفكرة من كتاب قوة كلمة لماذا
ربما تكون صاحب شركة عريقة ذات سنوات عديدة من الخبرة، وتثق ثقة عمياء بأنك صاحب أفضل المنتجات كفاءةً في السوق، وتحوز أفضل علامة تجارية، وتُقَدم خدمات استثنائية بسعر مناسب، ورغم كل ذلك تجد زبائنك يتصفون بالتقلب الشديد، يشترون منك تارة ويتجهون نحو منافسيك تارةً أخرى، ومن هنا تبدأ في التساؤل: “لماذا لا يُقدِم المستهلكون على الشراء؟”، و”لماذا لا أحقق نسبة الشراء رغم الإعلانات والترويجات الهائلة؟”، وعلى الجانب الآخر يتساءل المستهلكون: “لماذا أتعامل مع هذه الشركة؟”، أو “لماذا أشتري هذا المنتج؟”.
جميع الأسئلة التي تبدأ بـ(لماذا؟) هي الخطوة الأولى لاكتشاف ما ينجح وما لا ينجح في أية منظمة، ويمهد لك -بصفتك صاحب شركة- طريقًا لكشف الحقيقة حول أية مشكلة وبناء فريق متكامل لحلها، ولتعرف لماذا وكيف تقلب الموازين وتستقطب جميع المستهلكين وتصبح المنافس الأول في الأسواق، إليك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب قوة كلمة لماذا
ريتشارد ويلمان: مستشار مبيعات وتسويق ومتحدث وخبير إعلامي أمريكي، ورئيس مجلس إدارة Weylman Consulting Group، والمدير التنفيذي لمركز Weylman للتميز في إدارة الممارسة. نُشرت كتاباته في Investment Advisor وFundfire وNALU وGAMA News Journal وWSJ.com وForbes.com. يراه كريس فوربس | Chris Forbes -نائبُ رئيس مجلس إدارة Forbes Media- أحدَ الرُّواد في مجال الابتكار التسويقي وفهم منظور العميل، ويصف عمله بالعبقري.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
اقتحام الأسواق التجارية المنافسة.
Opening Closed Doors: Keys To Reaching Hard-To-Reach People
Endless Prospects: 301 Tactics to Reach Hard-To-Reach People
Move Yourself to the Next Level