الحزن والغضب
الحزن والغضب
إن كل خسارة نتعرَّض لها تكون سببًا في الألم ومشاعر الحزن، وعندما نسمح لأنفسنا بحرية الشعور سنصبح قادرين على أن ننهي هذا الحداد ومن ثم نتحرَّر منه.
وإن لم نتحرَّر من هذا الألم الذي بداخلنا قد يظهر على شكل انزعاج أو توتر وعصبية، وقد يكون هناك أَرَق وأوجاع جسدية واضطرابات نفسية، لذا فإننا ندفع ثمن عدم تألمنا عندما لا نحزن بالطريقة الصحيحة الكاملة! لأن طاقة الصدمة بداخلنا تحتاج إلى تفريغ، فإن لم نُفرِغ هذه الطاقة يتراكم الضغط النفسي ويظهر على شكل ألم مزمن.
والأبناء الذين ترعرعوا في عائلات مضطربة قد يعانون خسارات لم يقدروا على التألم بشكل كامل خلالها، بسبب الكلام السلبي الذي يُوجَّه إليهم وقتها، لذا إذا كنَّا نعاني هذا فعلينا أولًا تحديد الخسارة وتسميتها حتى نعيشها من جديد.
ويمكننا البدء بالتألُّم من خلال أي طريقة ممكنة تتضمَّن: تحديد خسارتنا وتسميتها بدقَّة، وتحديد حاجتنا، وتحديد مشاعرنا والبوح بها، والعمل على المشاكل النفسية الجوهرية، والعمل على برنامج علاجي.
وقد تمرُّ مشاعر الحزن بداخلنا بعدة مراحل، أولاها مرحلة الصدمة والخوف ورفض الواقع، وثاني مرحلة هي التألم الحاد، وهو أيضًا استمرار في رفض الواقع إضافةً إلى مشاعر اليأس والألم والانفعالات، والمرحلة الثالثة هي تقبُّل الخسارة والألم، وتجزئة هذه المراحل يساعدنا على تكوين فكرة عن عملية التألم وفهمها.
أمَّا الغضب فيُعدُّ من الأحاسيس الأكثر شيوعًا، وهو كباقي المشاعر يحتاج إلى الاهتمام به وقد ينشأ الشخص في عائلة مضطربة ولا يُدرك حقيقة الغضب الكامن بداخله بسبب الصدمات النفسية أو المعاملة السيئة.
ويخشى عدد كبير من الناس التعبير عن غضبهم أثناء العلاج، لأنهم يكونوا خائفين من أن يفقدوا السيطرة أو أن يؤذوا أحدًا ممن حولهم، وغالبًا ما يترافق الغضب مع عوارض عصبية أو جسدية كالذعر والارتجاف وفقدان الشهية.
إن حبس الألم إلى درجة لا تُحتمل يؤدي إلى الانفجار، وهذا ما تفعله بعض العائلات المضطربة، وبالتأكيد هذا لا يُفيد، بل الإفادة تأتي من التعبير عن الألم لشخص تأمنه.
الفكرة من كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
إن ذواتنا تستحق الدعم والاحترام، إننا بحاجة إلى أن نشعر بالتقبُّل والحب في كل وقت، فالحب علاج وشفاء لأنفسنا، وعندما يُشفى الطفل الذي بداخلنا ويتحرَّر، فإننا لن نخاف من الحب ولن نهرب منه، بل سنعيشه بكل ما فينا.
مؤلف كتاب أنقذوا الطفل في داخلكم
تشارلز ويتفيلد: هو طبيب أمريكي متخصص في مساعدة الناجين من صدمة الطفولة، وكذلك فهو مُعالِج من إدمان الكحول والاضطرابات ذات الصلة، وهو عضو مؤسس للرابطة الوطنية لأطفال مدمني الكحول، وعضو في الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بشأن إساءة معاملة الأطفال، كما أنه قام بالتدريس في جامعة روتجرز، ومن مؤلفاته:
الاعتماد، علاج حالة الإنسان.
الحدود والعلاقات.
الحقيقة حول المرض العقلي .
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومترجمة ومذيعة، صدر لها عدد من الكتب المؤلفة، ومنها: “العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة، و”أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة” (بالاشتراك).
ومن الكتب التي ترجمتها: “هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟” لمؤلفه: روزا باروسيو، و”7 شحصيات تسمم حياتك”، لمؤلفه: أندرو فولر (بالاشتراك).