التوتر وتأثيره في المخ
التوتر وتأثيره في المخ
التوتر المزمن والمفرط يمكنه تغيير خلايا المخ وبنيته وأدائه، ويفكر أغلبنا في التوتر على أنه حوادث مؤقتة، لكنه أكثر من ذلك، فعندما ندرك أن المطالب المفروضة علينا تتجاوز قدرتنا على الأداء نُصاب بالتوتر، ويعد التوتر أمرًا شخصيًّا، إذ يمكن لبعض الناس تحمُّل أنواع معينة من التوتر في حين أن البعض الآخر قد ينهار، وليس كل التوتر سيئًا، لأن أجسامنا مُصمَّمة على إدراة جرعات صغيرة من التوتر، يمكنه أن يساعدنا على إنجاز المهام في الوقت المحدد.
يؤثر التوتر في الجسد والمخ، فهو يزيد من إفراز “السيتوكينات الالتهابية”، (التي تفرزها خلايا معينة في الجهاز المناعي)، فعند زيادة إفرازها يمكنها أن تقلِّل أداء المخ، وأن تكون عاملًا في الإصابة باعتلال في المخ، كما يؤثر التوتر في الجهاز العصبي المركزي (CNS)، ويسبِّب مرض ألزهايمر، والمرضى الذين يعانون توترًا مزمنًا أكثر عرضة حتى للإصابة بالسرطان، ويقلِّل التوتر من إفراز النواقل العصبية مثل: “السيروتونين” الذي يجعلك سعيدًا، كما يقلِّل من إفراز عدة مواد كيميائية مثل (BDNF – سماد الأمخاخ) تحافظ على التوقد العقلي، وعندما يكون المخ في حالة توتر مستمر يتسبَّب ذلك في فقدان الذاكرة، واعتلال الوظائف الإدراكية.
ونحن نعيش في عالم مُسبِّب للتوتر، فتجد أن الاستقرار الاقتصادي غير مؤكَّد دائمًا، فهو يستمر في التقلُّب، وهناك أيضًا الكوارث البيئية التي تُسبِّب تهديدات مستمرة، كما نعاني تفشِّي العديد من الأوبئة، وازداد التوتر سوءًا في الآونة الأخيرة لأنه يتسلَّل إلى كل منزل من خلال العنف الذي نشاهده على شاشات التلفاز، وتغزو تلك الصور الصادمة عقولنا، ما يسبِّب تغييرات في سلوك الأفراد.
وينبغي أن نمنح أمخاخنا استراحة كل فترة، فهي تعمل على زيادة حدَّة الذاكرة، وتحسين الإبداع، والإنتاجية، ومن طرق إراحة العقل: أخذ قيلولة قصيرة بالنهار، والسرحان بأفكارك خاصة السعيدة منها، وتقليل تناول الكافيين، والتغذية الصحيحة، وممارسة الرياضة، وأساليب الاسترخاء، مثل: الصلاة، والتأمل، والمشي، ووضع أهداف واقعية، والحصول على قسط وافر من النوم، وتذكَّر أن الوقت المناسب للاسترخاء هو عندما لا يكون لديك وقت لذلك.
الفكرة من كتاب ذاكرة قوية.. عقلٌ حاد الذكاء
يُعاني البشر من مختلف الأعمار في الوقت الحالي مشاكل بالذاكرة، وتجدهم يقولون عبارات مثل: لقد كانت الكلمة على طرف لساني، ولكنني لا أستطيع تذكرها، أو تجدهم يذهبون إلى مكان ما مئات المرات، ويسلكون المنعطف الخاطئ في كل مرة، ولذا فإن معدَّل الخرف المتزايد هذا يدعو للانتباه، كما يزيد المخاطر الشخصية والمالية.
وأوضح لنا الكاتب داخل صفحات كتابه أن النظام الذهني السليم، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يُبطئا تدهور القدرات الذهنية عند تقدُّمنا في العمر، وهذا كتاب عملي ومفعم بالأمل، يمنحك رؤى علمية جديرة بالثقة، وتقييمات مفيدة لقياس توقُّد الذهن، واستراتيجيات مثبتة للحفاظ على التركيز، والذاكرة، والقوة الذهنية في أي عمر، وهو كتاب يناسب القراء من جميع الأعمار.
مؤلف كتاب ذاكرة قوية.. عقلٌ حاد الذكاء
فرانك مينيرث (1946-2015) : طبيب نفسي، ومؤلف، وشخصية إذاعية معروفة دوليًّا، وأستاذ، وشاعر ذكي، وعالم ديني، حصل على الدكتوراه في الطب النفسي من جامعة “أركنساس”، كما حصل على الزمالة كطبيب موثوق بالمجلس الأمريكي للطب النفسي والعصبي، وهو واحد من 122 طبيبًا فقط في أمريكا الشمالية المعتمدين من قبل الرابطة الأمريكية لعلم الأدوية النفسية الإكلينيكية، وقام بالتأليف والمشاركة في أكثر من سبعين كتابًا، وتناولت كتبه للمساعدة الذاتية في علم النفس الشائع، وتقديم الاستشارات، والصحة النفسية، وتُوفي في عام 2015 عن عمر يناهز 69 عامًا.
من أهم أعماله:
Love Hunger.
Brain Builders.
Happiness Is A Choice.