البصيرة والتفكير والخدع السحرية
البصيرة والتفكير والخدع السحرية
اعتدنا الاستماع والمشاهدة وتحليل المعلومات منذ زمنٍ قديم، بطرقٍ محددة تعلَّمناها من التربية أو استنتجناها بأنفسنا، وقد تساعدنا على الفهم أو التفكير لكنها لن تساعد على تحصيل الصفاء أو الأفكار المتبصِّرة التي قد تصنع فرقًا في حياتنا، فالقراءة العادية مثلًا تركز على ما نقرأ ومدى اتفاقنا أو اختلافنا معه والحكم عليه وموضع ملاءمته في بنائنا المعرفي، ولدينا بالفعل فكرة في ذهننا ما يجعل العقل غير حر في القيام بوظيفته ولا في توليد أفكار جديدة وواضحة.
أما القراءة المتبصِّرة فهي القراءة مع عدم وجود ما يشغل عقلك، أي إنك لا تفكر فيما تقرأ، بل تسترخي وتنحِّي نماذجك المفاهيمية جانبًا وتسمح لنفسك أن تتأثَّر بما تقرأ، وكأن هذه المادة هي أول ما يدخل عقلك، هذه البصيرة موجودة بداخلك في وعيك الخاص وفطرتك، تحتاج فقط إلى تفعيلها والبدء في الملاحظة والإدراك، كأن تكون يقظًا ومتبصرًا بما يجري حولك أو بداخلك وتدركه بوعي وتركيز، وتزيد من حدَّة تفكيرك بزيادة تركيزك وبصيرتك.
التفكير هو مبدأ الواقع ومنه ننطلق، فدماغنا تستقبل الروائح والألوان والأصوات وغير ذلك وتبدأ في تحليلها والتفكر فيها، فبإمكان تفكيرك أن يقنعك أن زوجتك تخونك وتبدأ في التصديق والتعامل على أساس أنه أمر حقيقي، رغم أنه ليس كذلك، ما يعني أن التفكير هو ما يشكِّل الإدراك ثم يجعلنا نشعر بأنه حقيقة، ولو أردنا الدخول في حالة الصفاء والشعور بمستويات متزايدة منها علينا أن ندرك تأثير التفكير فينا، وأن اقتناعنا بأهمية الأفعال التي تحتاج إلى مجهود أو حدوث الأخطاء والتشوُّهات أمرٌ كافٍ بتصحيح تفكيرنا.
وأكبر عقبة أمام الصفاء تنتج عن بعض الخدع السحرية العقلية مثل اعتقاد أن السعادة والرخاء والأمن تتحكَّم فيها مصادر خارجة عنا لا نستطيع السيطرة عليها، كالوظيفة أو المركز الاجتماعي أو نظرة الناس، واعتقادنا أننا لا نملك زمام حياتنا والتفكير بمنطق المحتاج يجعلنا نقع في فخاخ الناس ولا نعتمد على أنفسنا، فالتجارب تتولَّد من الداخل إلى الخارج والنظارة التي نرتديها هي ما تشكِّل رؤيتنا للعالم، فمشاعرنا وتصرفاتنا من داخلنا وكذلك مصادرنا التي نعتمد عليها فلا ينبغي علينا البحث بعيدًا.
الفكرة من كتاب الكتاب الصغير للصفاء
إن الصفاء هو الحالة الطبيعية لذهنك، ولذا لو تركت الوحل يهبط إلى القاع سيصفو من تلقاء نفسه، ففي هذا الكتاب ينطلق بنا المؤلف ليخبرنا أن الصفاء يتعلق بما هو ضروري للمهمة الحالية.
فيأخذنا في رحلة ليخبرنا ما الصفاء، ولماذا هو أمر مهم، وكيف يعمل، وكيف يمكننا إيجاده والبدء في الاستفادة منه عبر ثلاثة أجزاء، فيتحدث عن القواعد الأساسية التي تحرِّكنا والدوافع العميقة وراءها وطرق التقدم لتحقيق الصفاء.
مؤلف كتاب الكتاب الصغير للصفاء
جيمي سمارت Jamie Smart: مؤلف ومتحدث بريطاني، نشأ في بيت يدمن أهله الخمر، وبدأ الشرب في الثانية عشرة من عمره، وفي أوائل الثلاثينيات قرَّر التوقف، ولكنه وجد نفسه يعاني مشكلةً في التفكير تؤدي إلى التوتر والاكتئاب، وأصبح فضوليًّا حول طريقة عمل العقل، فبدأ في استكشاف علم النفس الإيجابي.
ومن أهم مؤلفاته وكتبه:
الوضوح.
الكتاب الصغير للنتائج.
النتائج: فكر أقل أنجز المزيد.