الانفعالات وأثرها السيئ
الانفعالات وأثرها السيئ
الإنسان ليس آلة متحركة، بل هو جسد يجمع ما بين العقل أي المنطق والقلب أي المشاعر والانفعالات، والانفعالات الصادرة من الإنسان هي إحدى طرق تواصله مع الآخرين، ولها عامل تأثير قوي على حياته إما بالسلب أو الإيجاب، والإنسان الضعيف هو من يترك انفعالاته تتحكم به، مما يؤدي به إلى الفشل في حياته أو آخرته، والندم بعد ذلك.
وقد جمع القرآن الكريم طرق عديدة ضابطة لانفعالات الإنسان المسلم، ومنها: التخويف من عذاب الله عز وجل والوعد للمُحسن بالجنة في قوله تعالى: “الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ”، وتكرار صفة الصبر لأنها خير ضابط لانفعالات كثيرة مثل الغضب والغيرة والحزن كما جاء “وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”، وتكرار مدح الصفات الطيبة سواء بنسبها لله عز وجل كقوله تعالى “إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، ومدح المؤمنين المتصفين بصفات طيبة مثل صفة الشكر والصدق والخشوع والذكر وغيرها،
ووعدهم بالأجر العظيم في الآخرة، والنهي عن المبالغة في المشاعر مثل الحزن الزائد حين قال سبحانه وتعالى: ” وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ”، والفرح الزائد التي قد يصل بالإنسان إلى الفرح بنفسه وتعظيمه وليس تعظيم الله عز وجل وهذا الفرح مذموم، وأيضًا الشعور بالزهو والتميز حتى يصل به للكبر، لذا يجب مقابلة النفس بالتحكم بها بخُلق التواضع، ونسب هذا كله لله عز وجل وقدرته وشكره على ما رزقك به.
ولكل انفعال ضار علاج في الإسلام خاص به، مثل: الحزن، وعلاجه ألا يستسلم الإنسان له، والصلاة، والاستغفار، والتوكل على الله وحسن الظن به، وطلب العلم والعمل، أما انفعال الغضب فهو أخطرهم لأن نتائجه مدمرة وقد تصل إلى الحقد والقتل، وعلاجه كظم الغيظ والتصبر بأجر العفو عند المقدرة، وانفعال الغيرة ويؤدي إلى الحسد وعولج في الإسلام بالإيثار والصبر، وأخيرًا انفعال الخوف، ويقل كلما زاد إيمان الإنسان بقضاء الله والاستعانة به في حياته.
الفكرة من كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
هل سألت نفسك يومًا كيف تكون شخصًا ناجحًا؟ ولماذا تريد أن تكون ناجحًا؟ وفي أي شيء تريد النجاح؟ أسئلة كثيرة أليس كذلك؟ بلى، الأسئلة حين تدفعنا للبحث عن إجابتها فهي تدفعنا إلى طرق السعي، ولا يتوقف المثابر حتى يحصل على إجابة شافية له،كون المرء ناجح في دنياه لا يعني بأنه سيكون ناجح في آخرته، وكل مسلم يتخذ طريق التقوى يرى وسائل النجاح أمامه رأي العين، وخاصةً لو ربط نجاحه في السعي بنجاته في الآخر، حتى لا يصبح من الخاسرين
كما قال الله عز وجل في كتابه “وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”، وفي كتابنا هذا يجمع الكاتب دليل إرشادي للإنسان المسلم كي يحقق الفلاح في دنياه كـ زوج أو أب أو في عمله وغيره وآخرته كـ مسلم.
مؤلف كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
عبد الرحمن ابن حسن: كاتب ومؤلف سعودي، له العديد من المؤلفات المتنوعة منها: “الخيانة الزوجية وطرق الوقاية منها”، و”الطفل العنيد وكيفية التعامل معه”، و”زوجي بخيل ماذا أفعل؟”.