الإصلاح الديني
الإصلاح الديني
كان برنامج الكواكبي العام يحيط بمطالب الإصلاح في مسائل الدين والدولة والسياسة والاقتصاد والتربية القومية والمدرسية والأخلاق، ومن أبرز ما ينادي به في الإصلاح الديني قضية تحرير الإسلام من الجمود والخرافة، فهو يرى أن أخطر آفات الجمود تتمثل في التقليد وكون المسلمين صورة مقلدة ونسخة مستعارة من أسلافهم، فهم مسلمون بالتبعية وليسوا مسلمين بالأصالة، ويرى أن علاج هذه الآفة يتمثَّل في عودة الدين إلى بساطته الأولى التي يسَّرت فهمه على السابقين، فيرى أنه من واجب المسلمين في كل زمان ومكان أن يفهموا دينهم ويعرفوا أحكامه وحكمه فرائضه، فليس من صحيح الإيمان الانقياد دون فهم للدين.
وكذلك يرى أن من عقبات الإصلاح الديني أن أزمته لم تكن إصلاح شعب يعاني مشكلات اجتماعية ولكن كانت أزمته مع الدين نفسه حيث اصطدم الدين بالعلم في أواخر القرن الثامن عشر، بظهور مذاهب التفكير العصرية وكشوفات العلم الحديث في الغرب، وذهب الكثيرون إلى تعطيل الدين والانبهار بالحضارة الغربية، ونال الشرق حظه من هذا الانبهار وكان له أثره في الشرقيين في دينهم.
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.