الأمومة والمشاعر غير المفهومة
الأمومة والمشاعر غير المفهومة
تقتضي الأمومة الجمع بين حب الذات وأنانية الأم، وهذا لا ينفي الشعور بالذنب، وذلك باعتباره العامل المشترك بين قلوب الأمهات جميعًا، وهو انعكاس للمسافة بين المثالية والإخفاق لدى الأم، وهو الشعور المسيطر على قلبها في حياتها اليومية، وينتج عنه توجيه الاتهامات المستمرة إلى الأم، مثل: التساؤل عن سبب استيقاظ طفلها ليلًا، وإخفاقه في آخر امتحان.
والغريب أن الأمر يتعلق بالأمور الكبيرة مثل المرض والتفاصيل الصغيرة مثل الحضن، فغياب حضن الوداع قبل الذهاب إلى المدرسة يشكل كارثة أيضًا لدى البعض، وينتج بسبب المقارنة مع الأمهات المتصالحات مع مثاليتهن، والأم التي لا تشعر بالذنب هي التي لا تشعر بالعدمية أو الطموح على حد سواء، فمشاعرها متجمدة، أو باردة إن جاز التعبير.
الأمومة هي صراع ليس فقط على الوقت وإنما أيضًا على الطاقة، حيث لا توجد ضمانات لعدم الشعور بالذنب، وبما أن التوازن هو الحل الأمثل… والمستحيل أيضًا؛ أن تلدي هو أن تقبعي تحت رحمة رحم، وأن تنقسمي إلى نصفين، أن تتخطي العتبة في رحلتك الجديدة، ومع ذلك فإن بعض النساء يلدن أنفسهن مع الحمل الولادة.
تظل الأم حاضرة في ممتلكاتها بالنسبة لأولادها، في تابلوهات الطيور وطقم فناجين روميو وجوليت، وباب الثلاجة المزعج، وفي المقابل إذا رأى الطفل صورته وهو جنين، فإنه يتعرف على نفسه إن كان فقط خارج بطن أمه، فهو لا يقتنع إلا إذا شاهد أمه في الصورة ببطن منتفخة، أما ذلك القبو المظلم المسمى بالرحم؛ فإنه لا يعترف به.
الفكرة من كتاب كيف تلتئم! (عن الأمومة وأشباحها)
تتناول المؤلفة في هذا الكتاب طبيعة حياة الأم ونفسيتها، وتسلِّط الضوء على مشاعر الأمهات خلال فترات الحياة المختلفة، وتؤكد أن حياة الأم مع طفلها إنما هي صراع مستمر، منذ لحظات الحمل الأولى وطيلة حياتهما معًا، كما تتحدث عن أثر التكنولوجيا التي تحرمنا من حالة انتظار نوع الطفل، وكذلك توضح أن مشاعر الأمومة تنطوي على مشاعر عميقة وغير مفهومة أحيانًا مثل الشعور بالذنب والتهديد المستمر، ولا يمكن حصر الأمومة في مشهد واحد.
لأنك تراها في أم من غرب أفريقيا حاملة طفلها على ظهرها، أو من الهند تحمله على صدرها، أو في حفلة تخرج أبنائها، وكذلك تطرح الكاتبة سؤالًا كبيرًا حول تخيل الولادة الأولى على الأرض؟ وكيف تعاملت حواء مع مولودها البكر؟ كيف تفهمت غثيان الشهور الأولى؟ وما حقيقة مشاعرها عند رؤية صغيرها؟ ومن الذي قطع الحبل السري بينها وبين صغيرها؟ وما أهمية دور الفطرة في هذه العملية؟ ففي هذا الكتاب تسجل الكاتبة يومياتها مع مشاعرها، كأنها سيرة ذاتية لكل الأمهات.
مؤلف كتاب كيف تلتئم! (عن الأمومة وأشباحها)
إيمان مرسال: شاعرة مصرية ومحررة أدبية، من مواليد مدينة المنصورة بالدقهلية، حصلت على الماجستير في الأدب العربي تحت عنوان “التناص الصوفي في شعر أدونيس”، ثم عملت أستاذة مساعدة للأدب العربي ودراسات الشرق الأوسط بجامعة ألبرتا بكندا، ثم عملت أستاذة متفرغة لإنهاء أحد مؤلفاتها.
لها العديد من الأعمال الأدبية والشعرية على وجه التحديد، كما تُرجمت بعض أعمالها إلى أكثر من 22 لغة مختلفة حول العالم، وللكاتبة عدة مؤلفات، منها: “جغرافيا بديلة”، و”حتى أتخلى عن فكرة البيوت”، و”ذبابة في الحساء”، وغيرها.