اكتساب المهارات
اكتساب المهارات
بعد أن وضعت خطة لكيفية البدء في التعلم خلال مشروعك الفائق وإزالة العوائق التي تمنعك من التركيز، حان الوقت لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعلم واكتساب المهارات بسرعة من خلال المبدأ الثالث من مبادئ التعلم الفائق وهو “المباشرة”، ويعني أن تتعلم من خلال الاحتكاك المباشر مع الموقف أو السياق الذي تستخدم ما تتعلمه فيه، فإذا كُنت مهندسًا معماريًّا وتريد أن تنضم إلى شركة مُعينة، ينبغي لك أن تبدأ في تجهيز معرض أعمال باستخدام البرامج والتطبيقات التي تستخدمها هذه الشركة، ولا تتبع أسلوب التعلم التقليدي بأن تتعمق في نظريات التصميم، فرغم أن المَعرفة ستفيدك بقدر ما، فإنها بعيدة عن المهارات الحقيقة التي تتوافق مع سوق العمل. ورغم أن المباشرة تمكننا من تحقيق ما نُريد بكفاءة وفي فترة قصيرة، فإننا نلجأ إلى التعلم بطريقة غير مباشرة، هذا السلوك في التعلم ناتج عن العمل بنظرية النقل
أو كما تُسمى “كأس التعلم المقدسة”، فهذه النظرية الموجودة في الأنظمة التعليمية تُرسخ فكرة القدرة على نقل ما تتعلمه في سياق مُعين إلى سياق آخر، ورغم أن الدراسات أثبتت فشل ظاهرة النقل منذ عام 1901م، فإن هذه النظرية ما زالت مُسيطرة على مجال التعليم، ولعل تمسكنا بها يرجع إلى أن التعلم المباشر أصعب من التعلم غير المباشر وأكثر إرهاقًا وتحديًا من مجرد الجلوس لقراءة كتاب أو الاستماع لمحاضرة، وللبدء في التعلم المباشر يمكن الاختيار بين إحدى هذه التقنيات، البدء في التعلم من خلال إنجاز مشروع ما بدلًا من حضور الصفوف الدراسية
أو اللجوء إلى التعلم بالانغماس وإحاطة نفسك ببيئة تمارس فيها المهارة، وبإمكانك زيادة التحدي واتباع تقنية “مقاربة المبالغة”، أي وضع نفسك في بيئة ذات مُتطلبات عالية تدفعك للوصول إلى مستوًى أعلى مما تُريد الوصول إليه، وأيًّا كانت الوسيلة التي ستتبعها في التعلم المباشر عليك ألا تكتفي بها لتحسين تعلمك، بل من الضروري إتباعها بمبدأ التعلم الرابع “المناورة”، الذي يهدف إلى تحليل المهارة التي تعمل عليها إلى عدة مكونات، واستنباط أسوأ ما في أدائك والتدرب عليه بشكل مُكثف، وما يجعل من المناورات في التعلم أمرًا صعبًا أنها تخالف الميل الطبيعي إلى رغبتنا في التركيز على ما نُجيد فعله، لكن لإنجاز مشاريعك عليك أن تتحمل هذه الصعوبة.
الفكرة من كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
حينما نستمع لقصة شخص تعلم أربع لغات في عام، نظنه ذا مهارات وقدرات استثنائية، لكن الكاتب يقول لنا إن هذا الشخص وغيره من الأشخاص الذين نراهم استثنائيين هم في الواقع متعلمون فائقون، اتبعوا مجموعة من المبادئ خلال رحلة تعلمهم مكنتهم من تحقيق هذه الإنجازات، ويمكن لأي شخص السَّير على نهجهم وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية التي يحلم بها.
مؤلف كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
سكوت هـ. يونج: كاتب مهتم بالتدوين عن الموضوعات الخاصة بالتعلم وزيادة الإنتاجية منذ عام 2006م، عُرف بتوثيق تحدياته الخاصة بالتعلم الفائق، منها: دراسته المواد الخاصة بعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام واحد بدلًا من أربعة أعوام، واجتياز جميع الاختبارات وتسليم المشاريع البرمجية، وتعلمه أربع لغات خلال عام، وأخيرًا تعلمه رسم الصور الشخصية خلال ثلاثين يومًا.
من مؤلفاته:
Learn More, Study Less
Holistic Learning: How to Study Better, Understand More and Actually ‘Get’ What You Want to Learn