اكتساب الثقافة عملية مستمرة
اكتساب الثقافة عملية مستمرة
انتقد البعض المستوى الثقافي المنخفض لخريجي الجامعات، ويُقصد بذلك إلمامهم بمبادئ العلوم المختلفة وسعيهم إلى مستوى مرتفعٍ من الفهم العام، ولا يرجع ذلك التدني إلى الجامعات لأنها مكان للتخصص، ولكن يمكن الحصول على هذه الثقافة العامة في المدرسة الثانوية، بحيث يتلقى الطالب قدرًا من الثقافة تدفعه إلى التزود والاطلاع، فالثقافة العامة هي مسؤولية شخصية، يعتمد فيها الشخص على نفسه، ويستعين بوسائل تساعده على ذلك، ومنها الجريدة والمجلة والكتاب؛ في الجريدة يجد القارئ الأخبار اليومية المشوقة، والمقالات التي تُكْتَبُ بأسلوب يناسب الجميع، وتجعلهم مُهتمين بالسياسة والاقتصاد والزراعة والصناعة، وفي المجلات يجد القارئ توسعًا في الموضوعات المختلفة في العلوم والآداب والفنون، ويستعين بالكتب التي تُكتب بلغة بسيطة بواسطة المختصين لتثقيف القراء، ويجب أن يستمر الفرد في القراءة والاطلاع ولا يتوقف طوال حياته.
الثقافة مطلب لازمٌ لكل شاب، لأنه ينمو بكل ما يقرؤه ويحدد أهدافًا لحياته تتغير من حينٍ إلى آخر مع تغير اهتماماته التي ترقى من الاهتمام بنفسه إلى الاهتمام بالمجتمع، ويستمر طوال حياته بدراسة ما ينفع الناس، ويجب على الفرد أن يحدد مبلغًا شهريًّا لشراء الكتب وتجليدها وشراء الرفوف الجميلة، وذلك أفضل من استعارتها، لأن دفع المال في شرائها يدفع إلى قراءتها، كما أن اقتناء الكتب يساعد على التحديد والكتابة فيها والتعليق على الهوامش، ومما يساعد على اختيار الكتب النظر إليها كصديق واختيار الصالح منها الذي يرقى بتفكير الإنسان وفهمه ويجعله أكثر نضجًا.
يُفضل للشباب تعلم لغة أجنبية لأن ذلك يزيد من فهمهم وإلمامهم بالثقافة العامة، ويُسْتَحسن أيضًا دراسة الفلسفة إلى جانب دراسة علم مادي للربط بين الحقائق وعدم البعد عن الواقع، فالفلسفة تؤدي إلى العيش بفهم وذكاء.
الفكرة من كتاب أحاديث إلى الشباب
يقدم الكاتب خبراته العلمية والحياتية إلى الشباب في الأمور الحياتية التي تهمهم والتي ترفع من مستواهم الفكري وترتقي بهم، ويناقش القضايا المختلفة بناء على اتجاهاته الفكرية التي تأثرت بالثقافة الغربية وتأييده للاشتراكية، ومن تلك القضايا: الثقافة وتعلم اللغات والفنون والزواج وعمل المرأة.
مؤلف كتاب أحاديث إلى الشباب
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري، ولد سنة ١٨٨٧م لأبوين مسيحيين في مدينة الزقازيق، عاش فترة من حياته في فرنسا وقرأ أعمال المفكرين الأوربيين، ثم عاش في إنجلترا ودرس القانون والتحق بجمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، ويعد رائد الاشتراكية في مصر، وهو مؤلف أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر مجلة “المستقبل” و”المجلة الجديدة”، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وأسس “المجمع المصري للثقافة العلمية” وبعد إغلاقه أسس “جمعية المصري للمصري”، وتوفي سنة ١٩٥٨م عن عمر يناهز ٧١ عامًا.
له الكثير من المؤلفات، منها: “أشهر الخطب ومشاهير الخطباء”، “الأدب للشعب”، “الاشتراكية”.