اقتصاد القيادة والسيطرة
اقتصاد القيادة والسيطرة
تُسمى الاشتراكية «الاقتصاد المُوَجَّه» أو «اقتصاد القيادة والسيطرة»، وفي هذا النظام الاقتصادي تكون جميع الموارد ملكًا للحكومة وهي التي تقرر كيفية الاستفادة منها، وتوزع العمال على الوظائف، وتُصدر الأوامر لأصحاب الأعمال، وهذا النظام يقوم على افتراض أنه ينظم الإنتاج ليكون في صالح جميع أفراد المجتمع وليس لصالح فئات معينة.
يتعرض المجتمع الذي يُطبق نظام الاشتراكية لبعض المشكلات؛ أهمها تغيير الحوافز التي تدفع المنتجين الذين يفترض أنهم يعملون حسب إمكانياتهم والمستهلكين الذين يأخذون حسب احتياجاتهم، ومن ثم لن يبذل الأفراد جهدًا في العمل مقارنة بما كانوا سيبذلونه في النظام الرأسمالي، وعدم وجود علاقة بين استهلاك الفرد وإنتاجه سيجعل من الصعب قبول الأفراد لبعض المهن الشاقة كالعمل في المناجم أو المهن غير المقبولة كجمع القمامة، وحتى في حالة فرض عقوبات؛ ستستمر مشكلة الانخفاض في الإنتاج لعدم وجود تعاون بين العمال.
يواجه النظام الاشتراكي مشكلة أخرى، وهي مشكلة الحساب، إذ إن المسؤولين في ظل هذا النظام سيفتقدون إلى معرفة أسعار السوق، ومعرفة تكلفة الموارد التي ستستخدم في الإنتاج والتكلفة الكلية للمشروعات، ومن ثم عدم القدرة على التنبؤ بنجاح المشروع من عدمه، ويترتب على ذلك استخدام ضار بموارد المجتمع، والحل الوحيد لهذه المشكلة يتمثل في استخدام طرق تجعل تطبيق الاشتراكية شبيهًا بالرأسمالية.
أظهرت الأحداث التاريخية الاختلاف الكبير بين الاشتراكية والرأسمالية، فالاشتراكية لم تحقق للشعوب المستوى المعيشي العادل، بل ارتبط تطبيق الاشتراكية مع فترات مظلمة في التاريخ البشري، فعندما يملك الحكام القوة لنفع شعوبهم، فإنهم يملكون في الوقت نفسه القوة لإضرارهم، فجرائم الاشتراكيين كانت شعوبهم هي ضحاياها، وفي القرن العشرين أصبحت الأنظمة الاشتركية آلات قتل للملايين، واستخدموا المجاعة سلاحًا، وذلك من خلال سيطرة الحكومة على الموارد الغذائية المتوافرة، وتوزيعها على الأشخاص وفقًا لجدارتهم، وتركوا آثارًا بالغة السوء في شعوبهم ومجتمعاتهم.
الفكرة من كتاب دروس مبسطة في الاقتصاد
هل تعزف عن دراسة علم الاقتصاد؟ وهل يَصْعُب عليك فَهْم التغيرات الاقتصادية المستمرة؟
هذا الكتاب يُبَسِّطُ لك تعلم علم الاقتصاد، ويمهد لك الطريق للوصول إلى مستويات متقدمة أيضًا.
سنتعرف في هذا الملخص على علم الاقتصاد، والأنظمة الاقتصادية الثلاثة التي حاول بها البشر مواجهة مشكلة ندرة الموارد، بالإضافة إلى توضيح كيفية حصول الحكومات على المال وآثار تدخل الحكومة في الاقتصاد.
مؤلف كتاب دروس مبسطة في الاقتصاد
روبرت ميرفي، عالم اقتصاد، ولِد عام ١٩٧٦م في مدينة نيويورك، ينتمي إلى المدرسة النمساوية، وحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيويورك، عمل في عدة مناصب منها عمله أستاذًا مساعدًا باحثًا في جامعة تكساس للتكنولوجيا، وأستاذًا مساعدًا زائِرًا للاقتصاد في «كلية هيلزديل» بولاية ميشيجان الأمريكية، وخبيرًا اقتصاديًّا أول في معهد أبحاث الطاقة، ومُحلِّلًا بحثيًّا لدى شركة «لافر أسوشييتس» للاستشارات الاستثمارية والاقتصادية، كتب العديد من المقالات الاقتصادية، وتمت استضافته في مقابلات إذاعية وتلفزيونية، ويعمل الآن زميلًا أوَّلَ لدراسات الأعمال والاقتصاد في معهد فريزر.
من أعماله: “Understanding Money Mechanics”
“Contra Krugman: Smashing the Errors of America’s Most Famous Keynesian”.
معلومات عن المترجم
رحاب صلاح الدين، حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس، وعلى دبلوم الترجمة القانونية ودبلوم ترجمة الأمم المتحدة ودبلوم الترجمة الفورية من قسم دراسات اللغة العربية والترجمة بالجامعة الأمريكية، عَمِلت في ترجمة البرامج الدينية على قناة «اقرأ» الفضائية، ثم عمِلَت مترجمة حرة مع مؤسسة «هندواي».