استراتيجية النمو
استراتيجية النمو
على النقيض من استراتيجيَّة الاستقرارِ، توجد استراتيجيَّتا النمو والانكماش، فاستراتيجيَّة الاستقرارِ تهدف إلى الحفاظ على مكانةِ الشركة، بينما استراتيجيَّة النمو تدفع الشركةُ إلى الأمامِ من خلال القيامِ بعدد من التغييراتٍ الحادةٍ مثل: دخول أسواقٍ جديدةٍ، أو طرح منتجاتٍ جديدةٍ، أو التعديل في شرائحِ العملاء.
وتُعد استراتيجيَّة النمو هي الاستراتيجيَّة المرغوبة من قِبل الرؤساء التنفيذيين، لأنها تُعد مؤشرًا إلى نجاح الشركةِ، وترفع من قيمتِهم الذاتيةِ، وتربط أسماءهُم بفتراتِ الازدهار، وتحقق العديد من المزايا للشركاتِ باختلافِ أحجامها، فتُساهم في زيادةِ أرباح الشركة مما يؤدي إلى اتساعِ شرائح العملاء والاستفادةِ من اختلاف أذواق العملاء واحتياجاتهم، بالإضافة إلى نمو المبيعات، وارتفاعِ مكانة الشركة، وحفرِ اسمها في أذهان العملاء، وبناءِ سمعةٍ جيدةٍ للعاملين بها لارتباط أسمائهم بالعمل في شركة ذات اسم كبير، والحصول على مميزات كالحصول على تخفيضاتٍ في أسعار المواردِ بسبب سحب كمياتٍ كبيرةٍ من الموردين.
وتعتمد على هذه الاستراتيجيَّة الشركاتُ التي تتسم صناعاتُها بالتغيرِ المستمرِ بما لا يتناسب مع استراتيجيَّة الاستقرارِ، والشركاتُ الكبيرةُ التي تمتلك القدراتِ والمواردَ التي تؤهلها للتحركِ بسرعةٍ وبقوةٍ، وتنقسم استراتيجيَّة النمو إلى ثلاثِ استراتيجيَّاتٍ، وكل استراتيجيَّةٍ تنقسم إلى أنواعٍ فرعيَّةٍ عدة، المجموعة الأولى تُدعى استراتيجيَّات بُورْتَرْ العامة، وضعها الدكتور “مَايْكِلْ بُورْتَرْ”، البروفيسور في جامعة “بِيشُوبْ وِيلْيَامْ لُورَنْسْ” في مدرسة هارفرد للأعمال، في كتابه “الميزة التنافسية” عام 1980، وتُسمى أيضًا باستراتيجيَّات الميزة التنافسيَّة، إذ تُمكن الشركة من التغلبِ على منافسيها، بينما المجموعة الثانية التي تُدعى خيارات مصفوفةِ أَنْسُوفْ والتي ابتكرها الباحثُ “إِيجُورْ أَنْسُوفْ” في عام 1957 وتُمكن الشركة من البحثِ عن فرصِ النمو، وتتكون من محورين أساسيين، المحور الأول يتعلق بالمنتج، والمحور الثاني يتعلق بالسوق، بينما المجموعة الثالثة تُدعى استراتيجيَّات التكامل وتُعد من الاستراتيجيَّاتِ المُفضلةِ، لأنها تُمكن الشركة من زيادةِ الربح وتوفيرِ النفقات، خصوصًا إذا تم تنفيذها بعد دراسةٍ وتقديرٍ لحجمِ المخاطر.
الفكرة من كتاب النمو – الانكماش – الاستقرار : كيفية اختيار البديل الاستراتيجي لمشروعك
ظلت شركةُ Bucyrus Erie الأمريكيَّة مُسيطرةً على سوقِ الحفاراتِ الميكانيكيَّةِ، إذ كَانتْ تستحوذ على النسبةِ الكبرى من المبيعات في ظل وجود اثنتين وثلاثين شركة أخرى، ويرجع ذلك إلى تلبيةِ احتياجاتِ مقاولي حفرِ القنواتِ والمشاريعِ الكبيرة، من خلال توفيرِ حفاراتٍ ذاتِ سعةِ استيعابٍ وحمولةٍ كبيرةٍ.
كان الوضعُ مستقرًّا ولا يوجد داعٍ للتغيير، حتى أحدثتْ شركةٌ بريطانيَّةٌ ناشئةٌ تُدعى JC Bamford ثورةً عبر تطوير تقنيةٍ جديدةٍ في الحفارات، تعتمد على نظام قوةِ الدفعِ الهيدروليكي بدلًا من نظامِ الكابلات، وعلى الرغم من إدراكِ شركة Bucyrus Erie للتغيير، تمسكت بتصنيعِ الحفاراتِ التقليديةِ لمجرد أن سِعتَها تفوق سعةَ الحفاراتِ الجديدةِ، لكن بعد مرور عشر سنواتٍ، أصبحت الجرافاتُ الجديدةُ في السعةِ وقوةِ الدفع ذاتها للجرافاتِ التقليديةِ وبنسبِ أمانٍ أكبر، ليتجه عملاءُ Bucyrus Erie إلى النوعِ الجديدِ، وتخسر مكانتَها الرياديةَ.
قررت شركةُ Bucyrus Erie اختيار عدم تغيير أيّ شيء، ولم تُدرك نتيجةَ هذا القرار الخطأ إلا بعد فواتِ الأوان، ولنتجنب هذه الخسارة، نتعرف من خلال هذا الكتاب على البدائلِ الاستراتيجيةِ، وعلى كيفية اختيار البديلِ المناسبِ منها.
مؤلف كتاب النمو – الانكماش – الاستقرار : كيفية اختيار البديل الاستراتيجي لمشروعك
محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام ١٩٩٩ من جامعة المنصورة، وعلى درجة الماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار، أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٢ التي كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٧، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، أطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.
كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا؟