إنتاج الغذاء في الوطن العربي
إنتاج الغذاء في الوطن العربي
رغم تراخي مستويات الإنتاج الزراعي في الوطن العربي فقد تسد جزءًا مهمًّا من الفجوة الغذائية للبلدان العربية، وبإلقاء نظرة على مخرجات القطاع الزراعي العربي نجد أنه يتركز بصفة أساسية في المحاصيل الغذائية التي بدورها يمكن تقسيمها إلى الحبوب الغذائية وسكر القصب والبنجر ثم الخضراوات والفواكه وأخيرًا الزيوت النباتية، كما جرت العادة في الكتابات الاقتصادية على ضم الثروة الحيوانية والسمكية إلى القطاع الزراعي، مما يُضخِّم الأهمية النسبية للتحليل الكمي للقطاع الزراعي في الوطن العربي.
فبالنسبة إلى الحبوب الغذائية نجد أن القمح هو أهمها على الإطلاق نظرًا إلى كونه يمثل أحد العناصر الغذائية الأساسية للإنسان العربي، أما صناعة السكر فالوطن العربي يعتمد على مصدرين أساسيين في الحصول عليه هما قصب السكر والبنجر، كما يقبل السكان في العالم العربي على تناول الخضراوات بكثرة، لذا تتجه البلدان العربية إلى زيادة معدلات إنتاجها ومن أشهرها الطماطم والبقوليات وغيرها، فهي مكمِّل أساسي للحبوب الغذائية، كما ينتج العالم العربي تشكيلة متنوِّعة من الفواكه الطازجة كالتمر والعنب والموالح، ولكن يعتمد استهلاكها بصورة كبيرة على مستويات الدخل، في حين توجد هناك محاصيل الزيوت النباتية وهي التي يُستفاد منها في استخلاص بعض الزيت المستخدم في الطعام كزيت الزيتون وبذرة القطن والفول السوداني.
على الجانب الآخر نجد أن العالم العربي يتمتع بمساحات شاسعة من المراعي والمسطحات الخضراء التي تبلغ خُمس مساحته تقريبًا، كما يمتلك العديد من رؤوس الماشية والحيوانات الأليفة وتعد الأبقار أكثرها شيوعًا في معظم أرجاء الوطن العربي، وكذلك الجمال بسبب الطبيعة الصحراوية المنتشرة، ونظرًا إلى إطلال الكثير من البلدان العربية على شواطئ البحار والأنهار والممرات البيئية المختلفة تتمتع بلدانه بثروة سمكية هائلة تسهم في تعويض النقص من البروتين الحيواني، ورغم وفرة تلك الموارد الغذائية فإن هناك فجوة غذائية بين الطلب والعرض كنتيجة لعدم الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، بالإضافة إلى معدلات الزيادة السكانية المطردة، ما جعل الوطن العربي يلجأ إلى الاعتماد على عمليات الاستيراد في تحقيق الأمن الغذائي.
الفكرة من كتاب مشكلة إنتاج الغذاء في الوطن العربي
“من لا يملك قوته لا يملك قراره”، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب، فهو يعالج قضية الأمن الغذائي العربي مستعرضًا أسباب المشكلة على نحو عام، ثم يدلف إلى جغرافيا الوطن العربي مظهرًا الواقع والفرص المتاحة والتحديات للنهوض بالاقتصاد الغذائي، وأخيرًا يتعرض لمحاولات استغلال قضية الغذاء كسلاح من قِبل الدول العظمي لابتزاز غيرها من الدول الأخرى.
مؤلف كتاب مشكلة إنتاج الغذاء في الوطن العربي
حمد علي الفرا: كاتب وعالم اقتصاد، ولد بمدينة خان يونس بفلسطين عام 1932، حصل على ليسانس الآداب في الجغرافيا من جامعة القاهرة عام 1954، حصل على الماجستير من جامعة نيوكاسل بإنجلترا في عام 1967، ونال عام 1970 درجة الدكتوراه في الجغرافيا الاقتصادية من الجامعة نفسها، وتقلد الكثير من المناصب الأكاديمية في الأردن وفي الخارج، كما كان أستاذًا زائرًا في عدة جامعات منها أكسفورد في بريطانيا عام 1977، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1984.
أصدر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مختلف المجالات والدوريات العلمية، وله كتب منشورة أهمها: “التنمية الاقتصادية في دولة الكويت”، و”مناهج البحث في الجغرافيا بالوسائل الكمية” و”الطاقة: مصادرها العالمية ومكانة النفط العربي بينها”.