إذا لم نحيا معًا، فلنمت جميعًا
إذا لم نحيا معًا، فلنمت جميعًا
يمكننا مناقشة جميع تعريفات الإرهاب المختلف عليها، وسنجد أن تورط الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيها جميعًا مثبت، لم تقم أي من دول المسلمين والعرب المتُهمة بالإرهاب في كل محفل، بالهجوم على أي دولة غربية طوال القرنين الماضيين، وفي المقابل بلادهم هي التي دُمرت، وكهدية أخيرة، أصبحوا مُمثلين للإرهاب العالمي، إذًا لماذا يتعجب العالم كثيرًا من زيادة شعبية المتطرفين في الشرق الأوسط؟ هم صنيعتهم في النهاية، ربما تكون المقاومة الشرعية هي الوسيلة المثلى لإيصال قضايا الشعوب للعالم، لكن من الذي قرر أن القوة الباطشة هي السبيل الوحيد لتحقيق الغايات؟
إن الجهل المتغطرس مرة أخرى وادعاء الفوقية الحضارية، يظهر في كل القضايا التي يندد فيها الغربيون بالعرب، لقد اعتبر الحجاب الإسلامي رمزًا للاضطهاد والخضوع، كأن هذا الاضطهاد لا يكون موجودًا عندما يُحظر على النساء المسلمات ارتداء ما يريدون، ويُنظر إليهم بشفقة كأسرى لدى عائلاتهم، ماذا يمكن أن يُعلم الغرب بقية العالم عن التسامح والعيش السلمي؟ يمكننا توقع الصدمة على وجوه الساسة الغربيين عندما يقرؤون قليلًا عن المسيحيين واليهود في البلدان العربية وعلى رأسها إيران، لقد تمتعت تلك المجتمعات بعلاقات طائفية مميزة في حضاراتها القديمة، وظلت تلك الأواصر ممتدة حتى هلت علينا طلائع الاستعمار، في فجر الحضارة الغربية
قُتل المسلمون واليهود وطُردوا معًا من الأندلس بعد سقوط إمارة غرناطة الإسلامية، وفي العصر الحديث لم يكن المسلمون من سعوا حثيثًا في قتل اليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية، بل كان النازيون الأوروبيون، والآن المسلمون، هم من يتحملون أخطاء الغرب، لكن يبدو أن الحقوقيين والساسة الغربيين لا يهتمون سوى بقضايا الماضي، إنهم لا يفهمون أن مع كل يوم قصف يمر، ومع كل طفل يموت، تتعمق الكراهية، وتتفتت القلوب، وتصبح الأيادي متقبلة أكثر لسفك الدماء.
الفكرة من كتاب لماذا تقتل يا زيد؟ قصّة حقيقة للمُقاومة العراقية
كان احتلال العراق عام 2003م، صدمة أليمة لجميع الباحثين عن العدالة حول العالم، لقد انتهك المعقل الحر ومبشر الديمقراطية جميع القوانين التي سنت وسوف تسن، وسُمي ضحايا العراق من المدنيين أضرارًا وخسائر جانبية، ثم أدت ترسانة الإعلام الغربية دورها المعتاد، الذي لم يكتفِ باللا شيء هذه المرة، لكنه قال ما شاء له البنتاجون.
من خلال قصة زيد ورفاقه في المقاومة العراقية، يقدم لنا يورجن تودينهوفر توثيقًا مضادًّا للرواية الرسمية، إذ يتبدل موضع الإرهابي والضحية، ونرى وجه المستعمر القديم الذي لم تتغير أهدافه كثيرًا، ويفسح مكانًا لقصة الطرف الآخر، نسمع مباشرة من الذين يناضلون من أجل تحرر شعبهم، إنها حكاية من حكايات معذبي الأرض.
مؤلف كتاب لماذا تقتل يا زيد؟ قصّة حقيقة للمُقاومة العراقية
يورجن تودينهوفر: كاتب سياسي وصحفي، وعضو بالبرلمان الألماني، وُلد بألمانيا عام 1940م، درس القانون في جامعات ميونخ وباريس، وبدأ عمله السياسي عضوًا في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، سافر إلى أفغانستان في أثناء الاحتلال السوفييتي، وعمل على جمع التبرعات لضحايا الحرب، كما كان من أبرز المنددين بحروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، من مؤلفاته:
من يبكي على عبدول وتانيا؟
أندي ومروة: طفلان جمعتهما الحرب.
عن المترجم:
حارس فهمي سليم: وُلد في محافظة سوهاج في مصر، حاصل على الدكتوراه في علوم الترجمة من جامعة الروم في ألمانيا، يعمل مدرسًا في قسم اللغة الألمانية في كلية الترجمة بجامعة الأزهر، شارك في ترجمة كتاب “أحلام الخليفة” من تأليف المستشرقة الألمانية آني ماريا شمل.