إدراك الواقع والتخطيط للمستقبل

من أجل تحقيق الإصلاح نحتاج إلى إدراك الواقع والتخطيط للمستقبل، فالواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم واقع قاتم، والتخلف الذي تعيشه هو تخلف شامل لأنه يشمل التخلف عن المنهج الرباني والتخلف عن ركب الحضارة الحديثة والتخلف حتى عن فهم التراث، لكن فهمنا لواقع الأمة ما زال قاصرًا لأننا لم نستوعب بعد جميع العناصر ولم نحدِّد ملامح المشكلات الكبرى التي تواجه الأمة أو أسبابها الجزئية، ويرجع القصور في إدراك واقع الأمة اليوم لأسباب عديدة، منها: عدم توافر المعلومات التي تصوِّر الواقع تصويرًا دقيقًا، وعدم الثقة بالمعلومات والإحصاءات المتاحة، واختلاف الرؤى حول الواقع بسبب تباين القيم والمنطلقات الفكرية التي ينطلق منها كل واحد فينا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لذلك فإن تقسيم الواقع إلى وحدات موضوعية لدراسته من خلال الأدوات المنهجية هو المدخل الوحيد لفهم الواقع كما هو، كما أننا لن نستطيع إدراك الواقع بشكل صحيح إلا من خلال التساؤل حول الجذور والأسباب التي أدت إلى الحالة التي تحياها الأمة اليوم، وامتلاك المعلومات التي تصوِّر الواقع بشكل دقيق.

بعد إدراك الواقع، ينبغي أن ننطلق إلى استشراف المستقبل والتخطيط لما ينبغي أن تكون عليه الأمة في الفترة القادمة، لذلك فنحن نحتاج إلى تخطيط شامل للخروج من هذا التخلف وإصلاح جوانب الحياة المختلفة، ومن أجل أن يكون لدينا تخطيط حضاري نحتاج إلى تصوُّر منتظم للمشاريع التي تهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان وإنسانيته، كما نحتاج إلى معرفة الإمكانات والموارد التي نمتلكها، وامتلاك المعلومات والإحصاءات الكافية لوضع الخطط في ضوئها، ومن المهم أن يكون الخبراء والمفكرون الذين يملكون نظريات كبرى ورؤى شاملة هم من يقومون برسم الخطوط العريضة للخطة، أما التفاصيل فتُترك للاختصاصيين في كل قطاع.

كيف نستعيد الحضارة الإسلامية؟ هل ننهل من التراث أم ننقطع عنه؟ كيف نلحق بالحضارات الأخرى؟ من أين نبدأ عملية النهضة؟ أسئلة مثل هذه تراود المسلم المعاصر كثيرًا ويبحث عن إجابات وافية لها، ويأتي كتاب “من أجل انطلاقة حضارية شاملة” -وهو الجزء الثاني من سلسلة بعنوان “المسلمون بين التحدي والمواجهة”- ليجيب عن بعض هذه التساؤلات، ويتحدث عن أهم الشروط والأسس الضرورية التي يحتاج المسلمون إلى توفيرها حتى ينهضوا حضاريًّا ويصلحوا شؤون دينهم ودنياهم، ويتناول الكتاب أفكارًا حول الثقافة والتراث والفِكر والإنسان والمجتمع، كما يناقش أهمية إدراك الواقع والتخطيط للمستقبل.

الدكتور عبد الكريم بكار: مؤلف وكاتب سوري، وُلد عام 1951م، وتتناول مؤلفاته القضايا المتعلقة بالحضارة الإسلامية والنهضة والفِكر والتربية والعمل الدعوي.

من مؤلفاته: “نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”مدخل إلى التنمية المتكاملة”، و”حول التربية والتعليم”.