أوهام وأضغاث أحلام والتنمية في الخليج
أوهام وأضغاث أحلام والتنمية في الخليج
ألقى الكاتب محاضرة بعنوان أوهام وأضغاث أحلام في ملحمة التنمية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، على أعتاب خطة خمسية رابعة تبدؤها المملكة، وقد ناقش فيها الكاتب الأوهام التي تحوم حول التنمية السعودية. وعدد الكاتب ستة من هذه الأوهام هى، أولًا: وهم أن المال لا ينتهي و يمكن إنفاقه على كل حقل من الحقول، ثانيًا: أن المال كفيل بحل كل المشكلات والأزمات، ثالثًا: وهم أن كل مشكلة يمكن حلها بإنشاء كيان إداري جديد يكون مسؤولًا عنها، رابعًا: وهم استيراد التنمية بحذافيرها من أى دولة أخرى، خامسًا: وهم وجود بديل للعمل الشاق في الحاضر أو المستقبل، وأخيرًا: وهم أن السعادة يمكن أن تجيء نتيجة للثروة.
في ما بعد ألقى الكاتب محاضرة أخرى بعنوان التنمية في الخليج ظالمة أم مظلومة؟ وقد أجاب فيها عن أسئلة متساوية في الأهمية وهى.. أولًا: هل التنمية سبب من أسباب عدم الاستقرار السياسي؟ ثانيًا: هل التنمية السريعة سبب من الأسباب التي دفعت إيران إلى أوضاع لا يعلم مداها إلا الله؟ وثالثًا: هل التنمية سبب من أسباب حيرة المواطن الخليجي أو من أسباب شكواه؟ ثم أجاب عن هذه الأسئلة الثلاثة بالرفض القاطع.
على الرغم من ذلك فقد ذكر القصيبي ضمن محاضرته عن التنمية في الخليج بعض السلبيات التي ينبغي الحذر منها في مجال التنمية، ومن هذه السلبيات كان: الفساد، والتضخم، وعدم وضوح الأولويات، والقصور الإداري وتأثير التنمية السريعة على العادات والتقاليد. وبخصوص السلبية الأخيرة فيقول الكاتب إن العديد من العادات والتقاليد والسلوكيات السعودية قد تتناقض مع روح الإسلام، وفي هذه الحالة فإن التغيير الذي قد يصاحب التنمية يكون من حسناتها لا سيئاتها.
الفكرة من كتاب التنمية وجهًا لوجه
في العام 1397ﻫ/ 1977 م، وصفت مجلة “النيوزويك” ما يدور في المملكة العربية السعودية بأنه “أعظم محاولة للتخلص من أسر التخلف منذ بدأت اليابان محاولتها للأخذ بأسباب المدنية الحديثة في القرن السابق”. من هنا يأتي هذا الكتاب ليجمع عدة محاضرات سبق أن ألقاها الكاتب بين العامين 1977 و 1980 حيث يناقش التنمية و الأسباب الكامنة خلف نجاحها أو فشلها وبالتحديد التنمية في السعودية ومنطقة الخليج.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن وزارة الكهرباء والتحديات الوزارية، ثم يشاركنا خواطره عن التنمية وعن الصناعة بوصفها أملًا و تحديًا في المملكة العربية السعودية وحجر أساس للتنمية في الخليج. لا ينسى الكاتب مع ذلك أن يناقش الأوهام والتساؤلات المصاحبة للعملية التنموية في الداخل السعودي وخارجه، ويفند المخاوف والإشكالات التي يجب تفاديها لتنجح هذه الثورة التنموية.
مؤلف كتاب التنمية وجهًا لوجه
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية ، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟ “. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.