أهمية الثقة
أهمية الثقة
من يتلاعبون بالآخرين لا يسعون إلى نيل ثقتهم، ومن يؤثرون في الآخرين لا يحتاجون إلى السعي لنيل الثقة لأنهم يستحقونها، إذ تبدأ أية محاولة إقناع أو تأثير بالثقة، لأن من دونها لن تكون هناك أهمية لأي تقنيات أخرى، ولحسن الحظ توجد عملية محددة لخلق الثقة. أول شيء يجب فعله لخلق الثقة هو طرح الأسئلة والاستماع إلى الإجابة، فنحن نتواصل بثلاث طرائق، ننصت أو نطرح الأسئلة أو نبوح بما في داخلنا، وطرح الأسئلة والإنصات هما القوتان المحركتان للأشخاص الذين نثق بهم.
ولكن أي أسئلة؟ هنا يأتي دور واحد من أقدم دروس الثقة، وهو تعلم الفرق بين السؤال المفتوح والسؤال المغلق، السؤال المفتوح هو السؤال الذي لا یمكن إجابته بـ”نعم” أو “لا” ويحث الناس على التحدث والانفتاح، أما السؤال المغلق فإجابته “نعم” أو “لا”، ومن ثم لا يُعد مناسبًا عند بناء الثقة، وفي الوقت ذاته يجب أن تراعي -وأنت تطرح الأسئلة- أن هذه محادثة فلا تطرح الكثير بسرعة كأنك في تحقيق، وأنصت للإجابات بعناية شديدة، ولاحظ لغة جسدك.
بعد طرح الأسئلة المفتوحة، حان وقت توجيه أسئلتك نحو هدف معين، فعندما تقرر البدء في التأثير في سلوك الآخرين يجب أن تبدأ بمعرفة هدفك النهائي، فأنت لا تفعل كل ذلك لبناء الثقة فقط، بل تضع أساسًا للتغيير، لذا أنت بحاجة إلى هدف لتحرك النقاش نحوه. وراعِ أن بعض الناس تنكر وجود مشكلات، وعليك كذلك بتجنب التحدث عن مشكلات هذا الشخص في البداية، وستجد أنك قطعت شوطًا كبيرًا في اكتساب الثقة التي تحتاج إليها لإحداث تغيير، هكذا تكون قد خلقت الثقة، والآن حان الوقت لإضافة الخطوات اللازمة لاتخاذ أصعب خطوة ممكنة، وهي خلق الضرورة.
الفكرة من كتاب كيف تغير العقول: فن التأثير بدون تلاعب
إذا كان بإمكاني أن أريك طريقة ناجحة لزيادة قدرتك على تغيير قناعة شخص آخر، هل ستغتنم هذه الفرصة؟ إذا أجبت بـ”نعم”، فهذا الكتاب من أجلك ومُخصص لهذا السبب بالتحديد، لكن وجب التحذير أن هناك شرطًا هامًّا قبل تطبيق هذا الكلام وهو وجود مسؤولية أخلاقية، فكما قال “ستَانْ لِي | Stan Lee”: “مع القوة الكبيرة تأتي مسؤولية أكبر”.
يُقدم هذا الكتاب عملية مكررة ومتوقعة تتيح لك أفضل الفرص الممكنة لتغيير قناعة شخص آخر، وهذه العمليات مُجربة وأُثبتت صحتها بين رجال مبيعات محترفين، ومهندسين في وكالة ناسا وفنانين وآباء وغيرهم، ففن التأثير ليس له حدود.
مؤلف كتاب كيف تغير العقول: فن التأثير بدون تلاعب
روب جوليس: مُدرب أمريكي محترف في مجال البيع الذي يركز على العملاء، ودرّب الآلاف على التأثير، كما ألَّف عديدًا من الكتب عن التأثير في الآخرين، وهو رئيس مؤسسة “جوليس أسوسييتس” التي تعمل في مجال استشارات التدريب. ومن أعماله:
Why People Don’t Believe You: Building Credibility From The Inside Out
Customer Centered Selling: Sales Techniques for a New World Economy