أنواع الضغوط
أنواع الضغوط
صُنِّفت الضغوط بشكل مُتشعِّب، فهناك ضغوط مالية وقانونية وأسرية ودراسية وغيرها، وهناك تصنيف يُقسمها إلى نوعين فقط: النوع الأول يتمثل في ضغوط طبيعية لا دخل للإنسان فيها، مثل الكوارث والزلازل والبراكين والفيضانات، وحين قام بعض العلماء بدراسات حول الأشخاص الذين مرُّوا بهذه الضغوط وجدوا لديهم اضطرابات ما بعد الصدمة، وزيادة في الاضطرابات النفسية والاجتماعية، وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض العضوية والنفسية، وتزداد حالة العدوان والعنف وحالات الإساءة إلى الزوجات والأطفال، وذلك بسبب الفرق في ردود الأفعال عند كل شخص، وقد لوحظ أن 75 % من أفراد أي مجتمع مُعرضون للكوارث الطبيعية، و12 إلى 25 % من هؤلاء الأفراد الذي عاشوا الأحداث يتصفون بالتوتر والهدوء الظاهري والتقلب الانفعالي، و10 إلى 25% ممن شاهدوا الخبر قد يعانون أعراض الشلل والإحساس بالعجز، وأكدت الدراسات أن إمكانية شفاء هؤلاء تكون بعد ستة أشهر تقريبًا، أما من عايشوا الكارثة فمن ثلاثة أشهر إلى عام تقريبًا مُصطحبين أعراض القلق لكنهم يستطيعون التعايش مع واقعهم، وأكثر الفئات تأثرًا هي النساء والأطفال وكبار السن، وتظهر عليهم أعراض مثل السلوك العدواني والاكتئاب، ولو لم تتم مساعدتهم فسوف يصابون بحالة انهيار قد تؤدي إلى الانتحار.
والتصنيف الثاني هو ضغوط إنسانية اجتماعية أي من صنع البشر؛ مثل ضغوط العمل من كثرة المسؤوليات والأعمال والخوف من الفشل وعدم كفاية العائد المادي، والضغوط المالية التي قد تكون بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الدخل وزيادة الاستهلاك، ومخالفة القوانين وما يترتب عليها من غرامات مالية أو عقوبة السجن، وهي تجربة غير إنسانية بسبب الأساليب المستخدمة فيها، مثل التعذيب الجسدي والنفسي للفرد، والحروب التي ينتج عنها جرحى وموتى بأعداد كبيرة، والاغتصاب، وهو عملية تدل على تخلخل قيم وأخلاق المجتمع سواء اغتصاب المرأة أو الرجل أو الطفل، فهي في كل الأحوال جريمة تُثير الاشمئزاز، وجميعها له أعراض جسدية مُزمنة، مثل سرعة التنفس وزيادة ضربات القلب والآلام الجسدية المتعدِّدة والاضطرابات في المعدة والأرق، وهناك أعراض نفسية مثل القلق والتوتر والصداع والاكتئاب وقلة التركيز والوسواس القهري والشعور بالذنب وبعض الخمول.
الفكرة من كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
لا يستطيع الإنسان ردع الابتلاءات في الحياة أو كوارثها الطبيعية، وذلك لأنه قدر الله على عباده في الأرض واختباره لهم، مثلما وجد الخير فهناك الشر كي تتزن الحياة، وحقيقة الدنيا تقوم على الاختبار كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، أي مرةً بالسراء ومرةً بالضراء ويبتليهم بالقليل لأنه لو ابتلاهم بالكثير لهلكوا، وقد جاءت اختبارات الله (عز وجل) مُمحِّصة لا مُهلِكة للبشر، لذا فالبشر في ضغط كبير من الحياة وفي حاجة إلى نفسية قوية وجهاد كبير كي يواجهوا شقاءها، وهذا ما يعرضه لنا الكاتب من خلال بعض الدراسات عن الضغوط النفسية وتأثيرها في الإنسان وكيفية هزيمتها.
مؤلف كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
الدكتور محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه. عمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.