أمريكا والأخوات السبع
أمريكا والأخوات السبع
بدأت قصة الولايات المتحدة الأمريكية مع النفط في نهاية العقد الخامس من القرن التاسع عشر، عندما واجهت الشركات العاملة في مجال تعدين الملح مشكلات كبيرة تمَّثلت في ظهور النفط كأحد الآثار الجانبية لعملية حفر آبار الملح، وفي بعض الأحيان اضطرت الشركات إلى هجر بعض تلك الآبار بسبب التلوث الكبير، ومن ناحية أخرى كان ارتفاع أسعار زيت الحوت التي كانت تستخدم كوقود للمصابيح سببًا في البحث عن بدائل أرخص ثمنًا، فتمَّ استخدام النفط بدلًا عن زيت الحوت كوقودً للمصابيح، وأطلق عليه في ذلك الوقت مصطلح “النفط الكربوني”.
مع نجاح النفط في الإحلال محل زيت الحوت في إضاءة المصابيح ومع التقدم التكنولوجي وبسبب رخص ثمنه أيضًا زادت استخدامات النفط، وتعدَّدت إلى أن وصل به الأمر أن أصبح الوقود الأول للثورة الصناعية بعد عام 1900 عندما تم استخدامه للمرة الأولى كوقود للسيارات، مما كان له أثر كبير في تطور تكنولوجيا صناعة النفط من أجل عمليات استخراج وتكرير أكثر كفاءة.
وكنتيجة لتطور صناعة النفط وتعدُّد استخداماته، برزت مجموعة الشركات النفط الأمريكية والبريطانية الضخمة التي كانت تسمى مجتمعة بالأخوات السبع، فسيطرت بصورة شبه مطلقة على تجارة النفط في العالم، واحتكرت المعرفة الفنية اللازمة لعمليات الاستخراج والتكرير، مما جعلها تتحكم في العملية النفطية بأكملها، وبذلك أوقفت القواعد الطبيعية الخاصة بالعرض والطلب وتحكمت في الأسعار.
الفكرة من كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
“لطالما شكَّل النفط في نظر عدد كبير من المحللين أحد أهم الأسباب الخفية لكثيرٍ من الصراعات والاضطرابات والحروب على الساحة العالمية”.
يناقش هذا الكتاب تاريخ ظهور النفط بدايةً من مراحل اكتشافه الأولى، مرورًا بمراحل ظهوره كقوة فاعلة مؤثرة في القرارات السياسية للدول، كما يحاول الكاتب دق ناقوس الخطر عن تعاظم سلطة النفط التي تركزت اليوم بين حفنة من الدول حديثة العهد بالثراء، ويجيب عن كثيرٍ من الأسئلة الغامضة عن دور النفط في الهندسة السياسية للمواقف الدولية.
مؤلف كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
روبرت سليتر Robert Slater: كاتب أمريكي، ولد في الأول من أكتوبر عام 1943م في نيويورك، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للعلوم الاقتصادية، وقد عمل خلال حياته المهنية الحافلة، لدى وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ومجلة تايم لسنوات عديدة.
ألف كتبًا كثيرة عن شخصيات كبرى ورائدة في عالم الأعمال، منهم جاك ويلش، وجورج سوروس، ودونالد ترامب، وقد تُوفِّيَ في الخامس والعشرين من مارس عام 2014م في إسرائيل.