أسباب مكتشفة
أسباب مكتشفة
تمتد قائمة الأمراض الروماتيزمية لتشمل أنواعًا كثيرة من الأمراض مثل الزهري والدرن والعدوى المسببة لالتهاب المفاصل، والالتهاب المفصلي المصاحب للثعلبة وغيرها الكثير، لكن الكاتب اختص حديثه بمرض الالتهاب العظمي المفصلي ومرض الروماتويد، لأنهما يمثلان 90% من أمراض المفاصل التي تنتشر بصورة كبيرة مؤخرًا، ولأن الروماتيزم لا يقتصر على الإصابة الموضعية لمفصل ما، بل يمتد ليؤثر في كل الوظائف الحيوية كالهضم وامتصاص الطعام وعملية التخلص من الفضلات الضارة، فضلًا عن ضعف الجهاز العصبي وتأثُّر الدورة الدموية، فالسؤال هنا ما أسباب الإصابة؟ ولماذا تزداد نسبتها كلما مر وقت؟
يرى متخصصو أمراض العظام وجراحتها أن ارتفاع نسب الإصابة ليس له سبب أكيد ومن ثم لم يجدوا دواء فعالًا، ومن ناحية أخرى أجرى علماء الطب الحيوي دراسات على مجموعة من مرضى الروماتيزم، وبمراقبة نتائج الخاضعين للعلاج الطبيعي استنتجوا أن الإصابة بالروماتيزم سببها خلل في الأيض “التمثيل الغذائي”، هذا الخلل هو نتاج عوامل بيئية مؤذية للصحة تشمل سوء التغذية والضغوطات النفسية والتلوث الكائن في عناصر الحياة الأساسية من ماء وهواء وتربة، تلك العوامل ارتبطت على نحو مباشر مع نمط الحياة الحديثة، الذي ترتب عليه إفراط في تناول الطعام مع تقصير في حاجة الجسم الأساسية من فيتامينات ومعادن، وقلة في الحركة وكسل، الأمر الذي يتسبب في ضعف الدورة الدموية ونقص الأكسجين في الجسم والإمساك، كذلك فإن سلوكيات خاطئة كالتدخين والمخدرات ينتج عنها ضعف عام، فكل العوامل السابقة تؤدي إلى تدهور وظيفي يؤثر في التركيب الحيوي لأنسجة الجسم، ومن ثم ارتفاع فرص الإصابة بالأمراض الروماتيزمية.
إن للروماتويد على نحو خاص تغيرات مرضية تصيب الأنسجة مباشرة، تلك التغيرات تتمثل في حدوث ضمور في “الكولاجين”، والكولاجين نسيج ضام يعني في ترجمته “اللاصق أو الغراء”، ومن ذلك نستنتج وظيفته في لصق الأجزاء ببعضها تمامًا كما الأسمنت، ويسبب تآكل هذه المادة في ضعف المفاصل وترسُّب مواد وفضلات ضارة تؤدي إلى تدهور في حالة المريض، وهذا التآكل ناتج أيضًا عن اضطراب في عملية الأيض وتغير في الكيمياء الحيوية للجسم.
الفكرة من كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
يسلك الطب الكلاسيكي منهاجًا يقوم على العقار الكيميائي والمشرط الجراحي، لكنه لم يفلح في مداواة كثير من أمراض العصر، مما استدعى ظهور مدرسة طبية حديثة تعتنق مسلكًا مختلفًا كل الاختلاف عن نظيرها الحالي أطلق عليها: مدرسة الطب البيولوجي أو الحيوي، حيث تنظر إلى الأمراض على أنها من صنع الإنسان؛ نتيجة عاداته الخاطئة وسلوكياته المدمرة للطبيعة السليمة، لذا فإن عملية التشفي تعتمد بصورة أساسية على عودة الأشياء إلى حالتها الطبيعية بطرق خالية من التدخل الصناعي، وفي ذلك ما قاله الطبيب اليوناني أبقراط: “ليكن غذاؤك دواءك، وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه”.
وفي هذا الكتاب جاء المؤلف يستعرض مذهبه المستحدث في أوروبا كونه طبيبًا بشريًّا ومختصًّا في الطب الحيوي معًا، لذا فهو من خيرة المتحدثين بلغة العلم، مقدمًا بذلك بارقة أمل للذين أشقاهم مرض الروماتيزم دون جدوى من العلاج.
مؤلف كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
د. أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، ومختص في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها: “دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية”، و”الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر”، و”هل تعاني من ألم الظهر؟”، و”خطر يهدد صحتنا اسمه: ارتفاع الكوليسترول”.