أسباب للبقاء على قيد الحياة
أسباب للبقاء على قيد الحياة
هذه الحياة جديرة بأن تُعاش، ليس معنى كونك مصابًا بالاكتئاب أن تحاول وضع حدٍّ لحياتك، فالأمور لن تُصبح أسوأ مما هي عليه إن أردت قتل نفسك، وإن كنت تكره نفسك، فتذكَّر أن السبب وراء هذا الكره هو حساسيتك المفرطة، وجميع البشر بإمكانهم كره أنفسهم إن فكَّروا في أسبابٍ لذلك، وعندما تشعر أن كل شيء لا يوجد له معنى فاعلم أن هذا أحد أعراض الاكتئاب لأن العقول فترة إصابتها بالاكتئاب لها أنظمة خاصة بها، وإن كنت مهتاجًا كأنك بركان يثور فكن على يقين بأن طاقة البراكين تنفد عاجلًا أو آجلاً، عليك فقط التحلي بالصبر، وكن على علم دائمًا بأن الحياة في انتظارك، وقد تكون محاصرًا الآن لبعض الوقت، فقاوم إن استطعت، لأن الحياة تستحق المقاومة.
وتعد قراءة الكتب بحد ذاتها سببًا يدفعك للبقاء على قيد الحياة، فكل كتاب تمَّت كتابته ليكون خلاصة أفكار الكاتب في حالة معينة، وعند وضع كل هذه الكتب معًا ستحصل على المجموع النهائي للعقل البشري، وأضاف الكاتب متحدثًا عن نفسه أنه في كل مرة يقرأ فيها كتابًا يكمل الخريطة التي تقود إلى الكنز، وهذا الكنز هو ذاته، ويمكن تلخيص هدف جميع الكتب في العالم أنها إجابة عما نبحث عنه، أي أنك بإيجادك ذاتك ستزيد رغبتك بالحياة.
وقد طلب الكاتب من بعض الأشخاص الذين تمَّت إصابتهم بالاكتئاب، أو راودَتهم أفكار انتحارية أن يُجيبوا على سؤال: “ما الذي يجعلك تستمر في هذه الحياة؟”، وقد أجاب الكثيرون على هذا السؤال، وتنوعت إجاباتهم، فقسم منهم ذكر أن الأصدقاء والعائلة والأقارب جعلوا لديهم يقينًا بأن تلك الظلمة ستختفي في نهاية المطاف، وقسم آخر ذكر أن حبهم للحياة ورغبتهم بعيشها غلب خوفهم من الموت، ولذا تذكَّر دائمًا أيها المكتئب أن هناك عائلة وأصْدقاء يهتمون لأمرك سيُحزنهم فراقك بشدة، ومهما كانت صعوبة الأمر فإن اكتئابك لن يستمر إلى الأبد وستجد الضوء بنهاية النفق.
الفكرة من كتاب أسباب للبقاء حيًّا
الاكتئاب خفي وغامض، كأن تسير بين الناس برأس محترق، ولكن لا أحد يرى النيران وهي تلتهِمك، لذا من السهل أن تشعر بِوصمته، وتعد وصمة الاكتئاب من أقسى الأشياء لأنه مرض الأفكار، ويختلف الاكتئاب من شخص إلى آخر، لأن الألم الناتج عنه يصلنا بدرجات مختلفة ومتفاوتة، وقد وضح المؤلف بين صفحات هذا الكتاب معاناته مع الاكتئاب وكيف تجاوزه، راغبًا بتقديم المساعدة لجميع المكتئبين، لأن الاكتئاب يفقدك لذَّة الحياة، وهذا الكتاب هو الدليل الحيُّ على أن الاكتئاب يكذب ويجعلك تؤمن بأشياء لا وجود لها، كما رغب المؤلف بجعلِنا نؤمن بأن أقدم الكليشيهات التي تقول إن الوقت يشفي الجروح، والضوء ينتظر العابرين في نهاية النفق، وأن الكلمات بإمكانها أن تهبك الحرية، تعطي مفعولًا سحريًا، ولذا عزيزي المكتئب لن تعود مكتئبًا بعد قراءتك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أسباب للبقاء حيًّا
مات هيغ : كاتب روائي وصحفي بريطاني وُلد عام 1975، درس اللغة الإنجليزية والتاريخ وتخرج في جامعة هال، ويُعدُّ من أهم الداعمين للاهتمام بالثقافة النفسية حول العالم، كتب العديد من الكتب والروايات وكتب الأطفال، تمت ترجمة مؤلفاته إلى أربعين لغة، وفاز بالعديد من الجوائز، وحاليًّا يتم العمل على تحويل رواياته إلى أفلام سينمائية، ومن أهم أعماله: “ملاحظات حول كوكب متوتر”، و”كيف تُوقِف الزمن؟”، و”العائلة الأخيرة في إنجلترا”، و”نادي الآباء الموتى”.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر يمني، وُلد عام 1991 في جدة، وأنجز العديد من الترجمات الأدبية المتميزة، كان يقوم بنشرها على مدوَّنته “معطف فوق سرير العالم”، وأصدر عددًا من الكتب المترجمة، ومن أهم ترجماته: “سنة القراءة الخطرة”، و”اخرج في موعد مع فتاة تحب القراءة”، و”المدينة الوحيدة (مغامرات في فن البقاء وحيدًا)”، و”رقصة القمر مع آينشْتاين (فن وعلم تذكر كل شيء)”.