يبدو أن الجميع يدين للأمومة بالكثير!
يبدو أن الجميع يدين للأمومة بالكثير!
تمتد تجليات الأمومة لتشمل كل من حول هذه العملية المغيرة للإنسان بشكل عام، فيشمل تأثيرها ذلك الجندي الذي يقف هناك بعيدًا يتأمل على حذر، وذلك الجندي هو الأب، هو أيضًا يناله قسط وجانب من التغيرات التي تُحدثها الأمومة في الأم، سواء في ذلك التغيرات الهرمونية والنفسية والشخصية، مهارات كالصبر والتركيز والذهني والاهتمام بالتفاصيل لم يكن الرجل ليعرف بوجودها داخله لولا وجود ذلك الكائن الصغير الذي قلب حياته رأسًا على عقب!
يتسع التأثير ويمتد أكثر فأكثر فيوقع في شباكه كل من لديه صلة بالأمومة من قريب أو بعيد، فالأمهات العاملات المتأثرات بالمهارات التي منحتهن إياها الأمومة كتنظيم الوقت وإدارته والتنسيق بين المهام وتقديم الرعاية والعون والقيادة وغيرها من المهارات، تُستغل بشكل جيد في أماكن العمل مع المديرين أو الموظفين أو حتى في تحسين الوضع المهني لمن يحتجن إلى ذلك، فالعمل قد يمثل للمرأة الأم المتنفس من الضغوط المنزلية، ولبعضهن يمثل معركة أخرى من المعارك التي ترغب المرأة في إثبات وجودها فيها وإعطاء صورة نموذجية لأبنائها من خلالها، كما يمثل الدعم لأولئك اللاتي فقدن أو انفصلن عن أزواجهن ويقمن برعاية أطفالهن، وهناك بين أروقة المستشفيات أو في قاعات الشركات تظهر تلك المهارات الأمومية في توزيع المهمات وفض النزاعات وتقديم المشورة واحترام المساحات الشخصية تمامًا كما هو الحال في المنازل!
الفكرة من كتاب دماغ الأم: كيف تثري الأمومة ذكاءنا وتنمي قدراتنا
لقد دفعت الإنسانية كلها ثمن التطور التكنولوجي والنزعات الاستهلاكية والإعلانات التجارية ونزول المرأة للمساهمة في إدارة عجلة الرأسمالية!
ففي زماننا هذا حتى الأمومة أخذت أشكالًا أخرى، وزادت متطلباتها ومسؤولياتها وأصبح من الواجب على كل أمٍّ أن تواكب ذلك التسارع، مع المحافظة على هدوئها وصحتها النفسية وبخاصة مع غياب وفقدان مفهوم الأسر الممتدة والعلاقات الاجتماعية الواسعة التي كانت تسهم في عملية التربية من قبل.
ومع وفرة المصادر المعلوماتية، حمّلت الأم بمسؤولية الرعاية الصحية والثقافية والنفسية والترفيهية، وقلت ثقتها بالمصادر الأخرى التي توفر تلك الخدمات، وأصبح المجتمع ينظر إليها باعتبارها السبب الأول والأوحد في الفشل أو النجاح الأكاديمي أو الصحي للأبناء، تحديات كثيرة تواجه الأمومة وتغيرات عديدة تبدأ من الشهور الأولى للحمل وتستمر لسنوات عدة، سنحاول المرور بها بشكل مختصر ومبسط في كتابنا هذا.
مؤلف كتاب دماغ الأم: كيف تثري الأمومة ذكاءنا وتنمي قدراتنا
كاثرين إليسون: ولدت عام 1957م، وهي كاتبة أمريكية ومحققة صحفية، حازت جائزة بوليتزر للتقارير الدولية عام 1985م إثر عملها الجاد في تغطية قضايا الفساد في الفلبين، وكتبت عديدًا من المقالات، كما شاركت في إعداد وتأليف كتب عدة منها:
Imelda.
Mothers & Murderers: A True Story of Love, Lies, Obsession.. And Second Chances.
Loving Learning: How Progressive Education Can Save America’s Schools.