وجود الغاية والهدف
وجود الغاية والهدف
مع تطوُّر العالم، أصبح هناك مئات العوامل المؤثرة في الطفل، فالتقدُّم صفة عامة أوجد الكثير من التغيرات التي نتأثر بها شئنا أم أبينا.
ومن بعض العوامل المؤثرة في التربية: العوامل النفسية وهي رغبات الإنسان وآماله وأهدافه وأفكاره، فبعض الآمال قد تؤدِّي بالإنسان إلى التخلي عن بعض الأخلاق ليصل إلى ما يريده، كما توجد العوامل العاطفية، وهي المشاعر التي يتأثَّر بها الناس سواء كانت إيجابية أو سلبية، وكذلك توجد العوامل الجغرافية حيث يتغيَّر الإنسان حسب تغيُّر ظروفه الجغرافية، فالإنسان الذي يعيش في الصحراء يختلف عن الذي يعيش في المناطق الجبلية، والذي يعيش في المناطق الجبلية يختلف عن الذي يعيش في المناطق السهلية، وبهذا نستطيع أن نقول إن سلوك الإنسان وطرق سعيه يختلفان من مكان إلى آخر، وغير ذلك فهو يتأثَّر بالدين، وبعوامل الضغط والطبيعة والسياسة والثقافة.
ولكي ننجح في التربية لا بد من وجود بعض الشروط مثل شرط الوعي، سواء كان الوعي في نواحي الحياة أو الوعي الديني، وكذلك شرط العمل وشرط معرفة الهدف، أي إدراك كل شخص للهدف من الخلق والحياة والعمل وتشكيل الأسرة.
ووظيفة المربين والآباء هو أن يدافعوا عن العقيدة السليمة، وأن يطبعوا على الطفل بطابع الإيمان والالتزام، فالتربية تقوم على أساس السير نحو هدف نبيل، ووجود الهدف هو الذي يحدِّد للشخص قيمة الأشياء، ويجعله يسعى لمعرفة كيفية استثمارها.
والأهداف تنقسم إلى عدة أقسام، فهناك أهداف ذات صلة بعلاقة الإنسان مع خالقه، وهناك أهداف ذات صلة برابطة الإنسان مع نفسه، وهناك أهداف تتعلَّق بعلاقته بالناس والأسرة والمجتمع، وأهداف تتعلَّق بعلاقته مع العلم والعالم، وقد يكون الهدف سهل الوصول أو صعب الوصول، المهم أن يكون موجودًا!
الفكرة من كتاب أسس التربية
التربية هي أداة لتوجيه الإنسان ومساعدته لإصلاح حياته، كي يتعايش ويندمج بالشكل السليم مع المجتمع، وهي مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والحضارة وغيرها، والآن.. للأسف فقدنا مقوِّمات التربية الصحيحة بعض الشيء، فكيف السبيل لإدراك هذا التقصير؟ هذا ما سيتضح لنا في الكتاب.
مؤلف كتاب أسس التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “الوسواس والهواجس النفسيَّة”، و”دُنيا الفتيات المراهقات“، و”تربية الطفل.. دينيًّا وأخلاقيًّا”.