والديَّ العزيزين: اكسرا التابوه لأجلي

والديَّ العزيزين: اكسرا التابوه لأجلي
الجنس من المواضيع الشائكة والحساسة التي يتحرَّج كثيرٌ من الناس في الحديث عنها وتوضيحها، إلا أنه لا حرج فيما يتعلق بعالم الطفل بُغية تأسيسه تأسيسًا سويًّا سليمًا، وعلينا ابتداءً أن نفرِّق بين ثلاثة مفاهيم: الأول هو المعرفة الجنسية، وتتمثَّل في معلومات تصل إلى الطفل سواء من مصادر آمنة أو غير آمنة مكوِّنة المفهوم الثاني؛ وهو الثقافة الجنسية، لكن الذي نسعى إليه حقيقةً هو التربية الجنسية، وهي التي تقوم على إكساب الطفل معلومات جنسية صحيحة وعلمية ونافعة حسب مرحلته العمرية، نشرح له فيها الأعضاء التناسلية ونزوِّده بنصائح وطرق وقائية لحمايته من أن تتلاعب به المواقع أو شاشات التلفاز أو حتى الواقع، ونحن من خلال هذا نهدف إلى إشباع حب الاستطلاع والتطفُّل لديه بالإجابة على أسئلته بطريقة صحيحة وسليمة ومن خلال مصادر آمنة يثق فيها، وأيضًا نصحِّح ونوضح له طبيعة تلك المشاهد التي يراها على التفاز وما يحدث في الواقع لئلا تنشأ لديه مفاهيم مغلوطة وخاطئة عن طبيعة العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى، ونحن من خلال التربية الجنسية أيضًا نوصل إليه الفروقات بين الجنسين ونجعله يتعرَّف ويتقبَّل جنسه بشكل معرفي وبطريقة سليمة وآمنة.

من المهم هنا أن نذكر طرقًا واحتياطات ووسائل أيضًا نتعامل بها حال وقوع أو حدوث تحرش، لا قدَّر الله، وهو مُشاهَد وواقع في مجتمعاتنا، أولًا من ناحية المربين يمكننا أن نوضح لأطفالنا ونكسبهم مجموعة من المهارات الوقائية إن تعرضوا لمثل هذه المواقف، ومن ذلك مثلًا الصراخ في حالة الإحساس باقتراب الخطر، أو الضرب مثلًا في أماكن الطرف الآخر الحسَّاسة والمناطق المؤلمة كالبطن وأسفل الذقن وبين القدمين والأنف؛ أو العض أيضًا، وللمتحرش أصلًا بعض الحركات المعروفة التي يستعملها لاستدراج ضحاياه، فمنها مثلًا أن يطلب من الطفل المساعدة في أمر ما، أو أن يطلب منه الذهاب إلى منزله أو الركوب معه في سيارته ليريه شيئًا غريبًا أو جديدًا، أو أن يحاول خداع الطفل بأن هذا أمر عادي وليس عيبًا مثلًا، وإذا وقعت الحادثة فإن هناك علامات يمكن للأسرة أن تعرف من خلالها هل تعرَّض طفلها للتحرُّش أم لا، ومن ذلك اضطراب النظام الغذائي، والتبوُّل اللاإرادي، والنفور من الذهاب إلى الطبيب، والشعور باحتقار الذات وفقدان الثقة بالنفس وتغيُّر في شخصيته ومستواه الدراسي، وأيضًا نفوره من العلاقات العاطفية الأسرية كالأحضان والتقبيل ونحو ذلك، وهنا على المربِّين استيعاب الوضع بشكل كامل ومتابعته والتعامل معه بشكل هادئ جدًّا وواعٍ، متعاطفين مع الضحية مطمئنين لها معنويًّا وجسديًّا من خلال الفحوصات الطبية، وملاحقين للجاني في نفس الوقت.
الفكرة من كتاب مهارات التربية الفعَّالة: تطبيقات تربوية للطفل
أطفالنا أمانة في أعناقنا، وغراسنا الذي نأمل حُسنَه وطيبَه في المستقبل، وكعادة أي غرس فإنه يحتاج إلى عناية ورعاية وتعهُّد دائم وصبر طويل ومحبة لا تنتهي، بهذا يؤتي الغرس ثمره، وبهذا يُصنع أطفالنا على أعيننا مصطحبين معنا معية الله.
مؤلف كتاب مهارات التربية الفعَّالة: تطبيقات تربوية للطفل
عيسى بو موزة: مدرب معتمد، وكاتب ومؤلف في الشأن التربوي، وهو مستشار تربوي لمرحلة الطفولة، صدر له عدد من المؤلفات، وهي:
١٢٢ سؤالًا في التربية.
مشكلات الأطفال التربوية.
العناد لدى الأطفال: أسباب وحلول.