هل هناك إله خالق لهذا الكون؟
هل هناك إله خالق لهذا الكون؟
يعد من الأسئلة الفلسفية الأساسية والمحورية في حياة الإنسان سؤال: “هل يوجد إله لهذا الكون؟”، وترجع أهمية هذا السؤال إلى أن الإجابة عنه سوف تحدد طريق عيش الإنسان في هذه الحياة، كما أنها سوف تحدد سلوكياته وطريقة فهمه وتفسيره لهذا العالم، وبناءً على ذلك إذا كانت الإجابة: “نعم، هناك إله”، فهذا يعني أن هناك معنًى وقيمة وغاية من حياة الإنسان، وأن هناك حياة أخرى بعد الموت، ويوجد ثواب وعقاب، وجنة ونار، بينما في حال كانت الإجابة بـ”ليس هناك إله”، فهذا يعني أن الحياة بلا معنى وبلا غاية، وأن نهاية المطاف بالنسبة إلى الإنسان هو الموت وحسب!
ويوضح الكاتب أنه بناءً على ذلك يعتقد أصحاب الأديان السماوية -وعلى رأسها الإسلام- أن لهذه الحياة معنى وغاية، وأن هناك إلهًا كُلي القدرة وكُلي العِلم، وأنه كريم وخيِّر ومتصف بكل صفات الكمال، ومن ثم يذهب المؤمنون بالإله إلى إثبات تلك الحقيقة التي يؤمنون بها ويؤيدونها بعدة براهين منها برهان “التصميم والقصد”، ويعتمد هذا البرهان على النظر إلى المخلوقات في العالم الطبيعي من حولنا، فبالنظر ندرك أن كل شيء في هذا الكون يعد دليلًا على التصميم، وأن وراء هذا التصميم مُصممًا قد صمم هذا الكون وكل شيء فيه عن قصد ولأجل غاية محددة، وهذا بدوره دليل على وجود إله خالق هو الذي صممه وأبدعه.
فإذا نظرنا إلى الهاتف المحمول -على سبيل المثال- فإننا نعلم بلا شك أن وراءه صانعًا نتيجة ما فيه من تعقيد وكفاءة في الصنع، وبالمثل إذا نظرنا إلى الإنسان وبالتحديد إلى جزء منه كالعين، لرأينا التعقيد والكفاءة المتقنة في الصنع التي جعلت العين تؤدي الوظيفة المطلوبة منها وهي “النظر”، وهذا دليل أن وراء هذا التصميم البديع للعين صانعًا هو الخالق، وإلا كيف أمكن للعين أن تكون على ما هي عليه من الكفاءة والعقيد؟!
الفكرة من كتاب الفلسفة.. الأسس
يعتمد هذا الكتاب على عرض بعض المسائل الفلسفية بأسلوب يعتمد على “الموضوع”، بدلًا من الاعتماد على السرد التاريخي للفلسفة، وهو يهدف من وراء ذلك إلى تزويد القارئ بأدوات التفكير في القضايا الفلسفية، ليقوم بعد ذلك بالتفكير والتفلسف بنفسه، وترجع أهم أسباب الحاجة إلى دراسة الفلسفة إلى كونها متعلقة بالنظر في مسائل أساسية في الحياة، كتلك المتعلقة بـ”الوجود”، ولماذا نحن هنا؟ وهل هناك إله خالق لهذا الكون؟ وهل يوجد معنى وغاية من حياة الإنسان أم أنها بلا غاية وبلا معنى؟ فالفلاسفة يهتمون بفحص مثل تلك المسائل والقضايا التي لا يعيرها غالبية البشر أي اهتمام، هذا الفحص الذي يبين لنا الأساس الراسخ لبعض القضايا، والأساس الرخو للبعض الآخر.
مؤلف كتاب الفلسفة.. الأسس
نيغيل واربورتون : كاتب وفيلسوف بريطاني، حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
له العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجمت له إلى اللغة العربية عدة كتب، أبرزها:
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.
حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا.