نظرة الأدب إلى اليهود
نظرة الأدب إلى اليهود
لقد اختلفت نظرة الغربي لليهود قديمًا وحديثًا، خصوصًا في الأدب الإنجليزي منذ ظهور تاجر البندقية وحتى إغلاق المسارح، ففي حكايات كانتربري نجد قصة الطفل المسيحي الذي يمر بحارة لليهود، وهو يترنم بأغنية للسيدة العذراء فيتآمرون عليه ويذبحونه ويكون جزاؤهم التنكيل والشنق، وشخصية بارباس عند مارلو التي ترفض إقراض الدولة في مواجهة الغزو، وشايلوك عند شكسبير الذي يطالب باللحم الآدمي مقابل دينه، أما قاموس الفلسفة لفولتير فيفرد فيه ثلاثة مقالات عن اليهود يحتقرهم فيها، ويقول عنهم إنهم: “الشعب الأكثر بغضاء في العالم”.
وبالبحث عن أصل كلمة غيتو نجد أنها تعني حارة اليهود بالإيطالية، وشاعت من بعد ذلك كلمة غيتو لوصف سياسات الدولة ضد اليهود، حيث كانوا يمنعون من العمل في بعض المشاريع الاقتصادية، وكانت بيوت اليهود تحاط بالأسوار لعزلهم عن المسيحيين.
ولكن مع مطلع القرن الثامن عشر بدأت صورة اليهودي في الأدب والواقع الإنجليزي تتغير تمامًا عن صورة اليهودي الجشع والمستغل إلى صورة اليهودي الإنسان المعين والطيب الذي يمكن أن يساهم في حل المشكلات الاقتصادية بثروته؛ ففي رواية هارنغتون لماريا إدجورث ينقذ اليهودي الإنجليزي من أزمته المالية، ودزرائيلي الذي وصل إلى رئاسة وزراء بريطانيا مرتين قدم صورة لليهودي الإيجابي في الكتابة والحياة وعالم المال، وفي روايته آلوري جاء موضوعها بوضوح عن النضال من أجل إقامة كيان يهودي في فلسطين وإعادة بناء الهيكل.
أما جورج إليوت – وهي امرأة رائدة ذات مكانة وشخصية ثقافية فاعلة – فلها رواية كان موضوعها الأساسي قضية اليهود، وتقول إليوت: “إننا نحن الذين نشأنا على المسيحية مدينون لليهود بشكل خاص، إنهم – أي المسيحيين – لا يعرفون أن المسيح كان يهوديًّا”.
الفكرة من كتاب تهويد المعرفة
في مطلع القرن الثامن عشر بدأت صورة اليهودي في الأدب والواقع الإنجليزي تتغير تمامًا عن صورة اليهودي الجشع والمستغل إلى اليهودي الإنسان المعين والطيب الذي يمكن أن يساهم في حل المشكلات الاقتصادية بثروته!
يبين لنا ممدوح عدوان من خلال دراسته كيف عمل اليهود على إعادة صياغة التاريخ بغرض طمس تاريخ فلسطين وتصويرها أرضًا خالية إلا من اليهود على مر العصور، وقد قدموا أطروحاتهم في المؤسسات الأكاديمية لتكون ضاغطة على المجتمع العلمي، في جزء من مشروع يهودي يعمل على العقل الأوروبي، ليكون بهذا استعمارهم للعقل والفكر لا للأرض وحسب، متحدثًا أيضًا عن نفوذ اليهود على الديانة المسيحية واعتبارها امتدادًا لليهودية، وسعيهم للتغلب على الكراهية تجاههم بقتلهم المسيح، حتى إنهم استصدروا فتوى بتبرئتهم من دم المسيح من البابا نفسه.
مؤلف كتاب تهويد المعرفة
ممدوح عدوان (1941- 2004): كاتب وشاعر ومسرحي سوري.
تخرج في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة دمشق، وعمل في الصحافة وفي التدريس بالمعهد العالي للفنون، وله العديد من المجموعات الشعرية والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والكتب، إضافةً إلى العديد من الترجمات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
حيونة الإنسان.
هواجس الشعر.
هملت يستيقظ متأخرًا.
المتنبي في ضوء الدراما.
محاكمة الرجل الذي لم يحارب.