نتائج رحلة العلاج

نتائج رحلة العلاج
إن رحلة العلاج مثلها مثل عملية النمو، ولذلك من المتوقع أن تمر بأطوار مختلفة، أولها مقاومة الصبي للتغييرات والتوجيهات الجديدة بإظهار السخط والضيق والرغبة بالانسحاب، ولكن إذا أصر الآباء قليلًا، سيمتثل ظاهريًّا رغبة في نيل رضاهم والتخفيف من الضغط، ولكن سرعان ما ستظهر بعض التصرفات اللا إرادية التي تفضح ما يبطن، كالمقاومة السرية أو التراجع إلى الخلف مثل عودته للعب ألعاب أنثوية أو محاكاة شخصيات نسائية، ولكن بقدر كافٍ من الإرادة والصبر والتوجيه الصحيح، سوف يسود التوافق في النهاية.

وعلينا التذكير بأن رحلة العلاج قد تستمر إلى الأبد، ويضطر الصبي لمصارعة أفكاره وسلوكياته الشاذة في الكِبَر، لكن هناك بعض العلامات التي تعتبر مؤشرات على نجاح التعديل السلوكي: الأول هو تراجع السلوك الأنثوي بدرجة كبيرة، بالتوقف عن اللعب بألعاب البنات أو ممارسة سلوكيات أنثوية عند الشعور بالضغط أو الإحباط، والثاني هو زيادة احترام الصبي لذاته وجسده وشعوره بالكرامة ورغبته في أن يكون رجلًا، أما الثالث فهو ارتفاع مستوى نضجه الذي يسمح له بالتواصل والتعبير عن نفسه بشكل أفضل.
المؤشر الرابع هو انخفاض معدلات القلق والاكتئاب نتيجة تصالحه مع هويته الجنسية التي تسبب مشكلاتها صراعًا نفسيًّا صعبًا يجعله حساسًا لأقل الأمور، والخامس تحسن علاقته مع أقرانه وذيوع صيته ونجاحه بتكوين علاقات متزنة سوية، والسادس تضاؤل مشكلاته السلوكية واتزان تعبيره عن غضبه أو انخفاض تقلباته المزاجية، وأخيرًا تحسن واضح في علاقته مع والده وذلك يتضح في تواصلهما وكيفية قضاء الوقت معًا، وعلى الأسرة التي يغيب فيها الأب لظرف قهري، أن تجد الأم بديلًا لدوره التربوي كالجد أو الخال أو العم أو الأخ الكبير، وألا تحاول التعويض بنفسها.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.