مُرْسِلُ الرسالة وقانونُ الأقليّة

مُرْسِلُ الرسالة وقانونُ الأقليّة
ينصُ القانونُ الأولُ على أن هناك أشخاصًا قليلين في المجتمع، بإمكانهم نقلُ العدوى أفضلَ من غيرِهم.

هؤلاءُ الأشخاص، لديهم ثلاثُ مَلَكَاتِ اجتماعية؛ إذا امتلكها الشخص؛ صارَ مُوصِّلاً فعّالاً للعدوى، وهي: القدرةُ على تكوين صِلاتٍ اجتماعية، القدرةُ على جمع المعلومات، والقدرةُ على الإقناع.
١- القدرة على تكوين صلات اجتماعية؛ لدى المُوصل
بالنسبة إلى جلادويل، لكي تضاعفَ قوةَ وصولِ أفكارك، فإن امتلاكَ شبكةٍ واسعةٍ من جِهاتِ الاتصال؛ يعد أمرًا مهمًا؛ فكلما زادَ اتساعُ نِطاق شبكةِ عَلاقاتِ الشخص؛ زادت قدرتُهُ على الاتصال، ونشر الأفكار.
الموصِّلون، هم أشخاصٌ لديهم شبكاتٌ واسعةٌ وعَلاقاتٌ في مناطقَ مُختلفة مُتعددة، وهم بمثابةِ العقدَ الذي يَربُطُ عدةَ شبكات. نظرًا لأنهم ينتمون إلى مجموعاتٍ متنوعة (العمل، والأسرة، ومجتمعاتِ الإنترنت)، ينتهي المَطاف بهؤلاءِ الأشخاص إلى وجودِ روابطَ كثيرة، حتى وإن كانت ضعيفة. يكون تأثيرُ كلماتِ هذا الشخص قويةً؛ بحيث تُصبِحُ مُتداولةً اجتماعياً، ولها تأثيرٌ في صُنْعِ نُقطةِ تحول، تنقِلُ الوباءَ بين تلك المجموعاتِ المتنوعة.
٢- القدرةُ على جمع المعلومات؛ لدى الخبير
الخبير، هو من لدية خِبرةٌ فى مجالٍ مُعيّن؛ يحملُ هذا الشخصُ الكثيرَ من التفاصيل، ويستطيعُ أن يؤثرَ في سُلوكِ الناس وقراراتِهم؛ حيث يعتمدُ الناسُ عادةً على الخبير، لأنهم يعلمون أنّ لديه المعرفةَ الكافية.
إذا جعلتَ الخُبراءَ واثقين من مُنتجٍ أو خدمة؛ فإنهم يُوصُونَ بها أصدقائَهم ومعارِفَهم، ويتّبِع أصدقاؤهم ومعارفهُم هذه التوصيات وينشرونها.
٣- القدرةُ على الإقناع؛ لدى البائع
البائع، هو من لديه قدراتٌ وموهبةُ البيع؛ لامتلاكِهِ كاريزما معينة وثقةً بالنفس؛ فيستطيع أن يُقنِعكَ بآرائه بكلمات قليلة، وأحيانًا من دونِ كلمات.
يبيعُ البائعون العلاماتِ التِجارية والأفكار، ليس فقط بعرضِ الفكرة، ولكن أيضًا بتغيير تصورات الناس، عن طريق تطويرِ التعاطُف والقدرةِ الكبيرةِ على التواصل مع الآخرين.
الفكرة من كتاب نقطة التحول
أُسندت لمالكوم جلادويل مُهمةُ تغطيةِ وباءِ الإيدز، عندما كان يعملُ كمراسلٍ للواشنطن بوست، وفي عام 1982م، رأي كيف حدثت نقطةُ تحولٍ شنيعةٍ لوباء الإيدز، عندما خرج من كونه مرضًا يعاني منه أفرادٌ عددُهُم محدود، لكونه وباءً عالميًّا.
بعدها نشرَ جلادويل مقالًا أسماه “نقطة التحول”، قارَنَ فيه بين الظواهرِ الاجتماعيةِ والأوبئة، وقام بتحليلِ الأفكارِ التي ينتشرُ من خلالِهَا شيءٌ جديد؛ ليصل إلى الجميع.
فهو يرى أن الظواهرَ الاجتماعية تُشبِهُ الأمراض، يمكن للتغيُّراتِ الطفيفةِ في البيئة، أن تؤثرَ بقوةٍ على انتشارِها.
لو حلّلنا السُلوكَ الجماعيَّ للأفراد؛ سنجدُ ظواهرَ كثيرةً مُشابِهةً لما يمكنُنا أن نسميَه “الوباءُ الاجتماعي”، يتم فيها الإقبالُ غيرُ العادي على كُتبٍ مُعينة، أو أفلام أو برامج كسناب شات وإنستجرام وغيرها، فهي النقطةُ التي يصلُ فيها المُنحنى إلى ذُرْوَتِه، وعندها لا يُمكن لأي شيءٍ آخر منعُ تكاثرِ الفِكرة.
مؤلف كتاب نقطة التحول
مالكوم جلادويل هو صحفي إنجليزي/كندي، ومؤلف لعدد من الكتب، تصدرت جميعها قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا.
كتبه ومقالاته غالبًا ما تتحدث عن التدخلات غير المتوقعة للبحوث العلمية، لا سيما في مجالات علوم الاجتماع والنفس والنفس الاجتماعي.