موسى يسجن طارق بن زياد.. والخليفة يتدخل
موسى يسجن طارق بن زياد.. والخليفة يتدخل
اتجه طارق بعدها بجيشه لفتح المدن الإسبانية واحدة تلو الأخرى، ويُذكر أن موسى بن نُصير كان قد أصدر أمرًا لطارق بن زياد بالتوقف عن الزحف حتى يأتي هو ومدده إليه، ويرجح أن السبب هو غيرة موسى ومحاولته نيل شرف فتح الأندلس، لكن طارق وقادته قرروا استكمال القتال بسبب مخاطر التوقف، وأخضعوا قرطبة ومالقة وغرناطة وأربولة وطليطلة عاصمة القوط وحليقلة.
لما وصل موسى بن نصير استطاع فتح مدن قرمونة وإشبيلية وماردة، ثم برشلونة وأربونا وقادس وجليقية حتى التقى موسى طارقًا في طلبيرة ووبخه وضربه بالسوط بسبب مخالفته لأوامره ثم سجنه، وقد وصل الأمر إلى الخليفة الوليد الذي سرعان ما أمر موسى بإطلاق سراح طارق وإعادته إلى عمله.
أكمل موسى وطارق الفتوحات بعدما تصالحا، وفتحا معًا إقليم أرغونة وقشتالة وقطلونية وسرقسطة، ثم وصلا إلى جبال البرانس، ويشير الكاتب إلى أسطورة إحراق طارق بن زياد لأسطول المسلمين بهدف القضاء على تردد الجنود، أو لمنع الجنود العرب من العودة بعدما اختلفوا معه، لكن أغلب المؤرخين يميلون إلى إنكارها لأن طارقًا لا يمكنه قطع وسيلة النجاة الوحيدة أو التصرف بأموال الدولة على هواه.
بعد الفتح، أرسل الخليفة الوليد لاستدعاء القائدين، وبينما كانا في طريقهما أبلغهما سليمان “ولي العهد” أن يتأخرا حتى يموت الخليفة ليظفر هو بالغنائم والفتح لكنهما رفضا وتابعا مسيرهما حتى وصلا إلى دمشق، وبالفعل غضب سليمان حتى إنه لما تولى الخلافة بعد وفاة الوليد قام بعزل موسى وأولاده وقتل ابنه عبد العزيز، أما طارق بن زياد فقد تم نسيانه حتى إنه مات وحيدًا فقيرًا في عام 720م.
الفكرة من كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
يعلمنا التاريخ أنك إذا فعلت شيئًا واحدًا عظيمًا فقد يذكرك التاريخ أبد الدهر أفضل ممن يفعلون مئات الأشياء، كذلك كان طارق بن زياد الذي كان مثالًا لقائدٍ مسلمٍ عظيم فتح بلاد الأندلس، ليكون هو مفتاح وبداية دولة ستكون منارة الحضارة والتقدم للعالم أجمع طيلة ثمانية قرون.
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب تاريخ الأندلس وأحوالها ولا يصب التركيز على طارق بن زياد، يُرينا كيف كانت هذه المملكة كل شيء، ثم أصبحت لا شيء.
مؤلف كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
حسين شعيب: كاتب متخصص في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
وله عدة مؤلفات أهمها: “أبو عبيدة بن الجراح”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”العرب في العصر الجاهلي”.