من الكُتَّاب إلى ألمانيا
من الكُتَّاب إلى ألمانيا
ولد محمد البَهي في الثالث من أغسطس عام 1905م، في قرية السمانية بمحافظة البحيرة، وأتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره في كُتَّاب القرية، والتحق بمعهد دسوق الديني وهو في الثانية عشرة ولمدة ثلاث سنوات، انقطع بعدها لعامين نتيجة إضراب عام احتجاجًا على الاحتلال الإنجليزي، ثم درس في معهد الإسكندرية الابتدائيةَ والثانوية، فكان الأول على معهده والثامن على جميع المعاهد.
التحق بعد ذلك بالأزهر الشريف فلم يلبث سوى شهرين، ثم شطب اسمه كطالب نظامي وتقدم لامتحانات الدرجة العالمية النظامية مباشرة في جميع المواد في القسم العالي، فكان الأول على 4 ناجحين فقط من أصل 84 تقدموا للامتحان من خارج المنظومة، ثم درس في قسم البلاغة والأدب وأتمه بترتيب الثاني، وكان عنوان رسالته “أثر الفكر الإغريقي في الأدب العربي نثرًا ونظمًا”.
وفي نفس العام تم اختياره لبعثة إلى ألمانيا لدراسة الفلسفة فسافر عام 1931، والتقى هو وزميلاه في البعثة الملك فؤاد ووزير المعارف حلمي باشا في احتفال على متن الباخرة التي كانت تقلهم، وتعلم هناك الألمانية والإنجليزية، بالإضافة إلى اللاتينية واليونانية القديمة لدواعي دراسته، وحصل عام 1936 على الدكتوراه بدرجة امتياز في الفلسفة وعلم النفس من جامعة هامبورج، وزار القاهرة في ذلك العام وتم تكريمه، ثم عاد إلى ألمانيا للحصول على درجة الأستاذية، ولكن لما لاحت مقدمات الحرب العالمية الثانية عاد إلى القاهرة عام 1938.
تزوج كريمة المرحوم علي الغاياتي عام 1943، وزرق ابنته نادية بعد زواجه بسنة، وكان الجو العام حينها في مصر يسوده ضيق العيش وقلة الغذاء والكساء، حيث كانت مصر تُمِدُّ جيوش الحلفاء بحاجتهم، بما في ذلك الفتيات للترفيه!
الفكرة من كتاب حياتي في رحاب الأزهر.. طالب وأستاذ ووزير
يأخذنا هذا الكتاب في حياة عالم ومفكر ووزير، بدءًا من كُتَّاب قريته في مصر، إلى ألمانيا ثم العودة والتدريس، ثم توليه إدارة جامعة الأزهر ثم الوزارة وانتهاءً بالعزلة، عاصر الملكية، والحرب العالمية الثانية، وثورة 52 والتغيرات الكبيرة التي حدثت في مصر بعدها، حياة رجل عُرف بشدَّته لأنه لم يكن يحابي أحدًا، وتعرض للعزلة بسبب مواقفه من الشيوعية، وهُدِّد فلم يزده ذلك إلا ثباتًا وقوة في الحق.
مؤلف كتاب حياتي في رحاب الأزهر.. طالب وأستاذ ووزير
د. محمد البَهي: أستاذ جامعي ومفكر ومؤلف مصري، ووزير سابق، ولد عام 1905، تخرج في قسم البلاغة والأدب في الأزهر، حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس في ألمانيا، درَّس الفلسفة وعلم النفس في عدد من الجامعات المصرية، وكان أستاذًا زائرًا في عدد من الدول العربية والأجنبية، عُيِّن مديرًا لجامعة الأزهر، ثم وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر، وتوفي في العاشر من سبتمبر عام 1982.
له العديد من الكتب في الفلسفة الإسلامية، والعقيدة، والسلوك، والمجتمع والفكر الإسلامي، وتفسير القرآن الكريم، وقد قاربت مؤلفاته السبعين كتابًا ورسالة، من أبرزها:
الدين والدولة من توجيه القرآن الكريم.
الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي.
الإسلام في حل مشاكل المجتمعات الإسلامية المعاصرة.
طبقية المجتمع الأوروبي، وانعكاس آثارها على المجتمع الإسلامي المعاصر.