من أين يبدأ التحدي والعناد؟
من أين يبدأ التحدي والعناد؟
ها هو طفلك يضع حبات البازلاء في أذنه على مائدة العشاء، ولا يستمع لأي شيء ويتصرف بتمرد، فيأتي من هنا السؤال الأهم، وهو: لماذا قد يفعل الطفل هذا كله؟ وتكمن الإجابة في كلمة واحدة من الضروري أن تستحضرها دائمًا عند التعامل مع الطفل العنيد، ألا وهي السيطرة، فهي الصفة الأولى التي يتميز بها الطفل العنيد، فجميع الأطفال يتحفزون للوصول إلى واحدة من الأهداف الثلاثة وهي الإنجاز أو الصداقة أو السيطرة، فالأطفال الذين يحفزهم الإنجاز نعتبرهم الأطفال المثاليين الذين يسعون دائمًا لتحقيق أعلى الدرجات في كل الأنشطة، أما الأطفال الذين تحفزهم الرغبة في قضاء وقت مع أصدقاء، يكون من السهل تربيتهم وتهذيبهم، وكل ما نحتاج إليه هو أن نصنع لهم أساسًا تربويًّا.
أما الأطفال الذين تحفزهم السيطرة، فهم الأطفال العنيدون وغالبًا ما يقدرون حجم العالم بتحديد ما يمكنهم وما لا يمكنهم السيطرة عليه، وحتى في طفولتهم يكون هدفهم الأساسي من تركيب المكعبات هو هدمها، وهذا لا يدعو إلى الخوف أبدًا، إذ يُعتبر طريقة تعلّم للأطفال يكتشفون بها العالم من حولهم، وبالتأكيد لهم بعض الإنجازات والصداقات مثل كل الأطفال، ولكنهم يريدون أن يتحكموا في الأشياء أكثر من أي شخص آخر.
ويتميز الأطفال العنيدون أيضًا بالفطنة والقدرة على فهم الموقف الاجتماعي بسهولة، فقد يلقون بالتعليقات والملاحظات فيحركون الأشياء ويثيرون الفوضى، ويكون هذا متعة بالنسبة إليهم، فمثلًا نجد الطفل يستثير أخاه الأكبر فيضربه بلكمة على وجهه، فيجعل أخاه يتلقى التوبيخ من والديه، وأحيانًا لا يدرك الأطفال العنيدون الدور الذي يلعبونه في خلق المشكلات، بل ويرون أنفسهم ضحايا أو يقنعون أنفسهم بأن شخصًا آخر هو المُخطئ، كما يتميز الأطفال العنيدون بقدرتهم على تحمل الكثير من السلبية، فينسون أي شجار عنيف خلال دقائق، وغالبًا ما يكون الصراع نفسه مكافأة ومنحة لهم، وهذه الصفة المميزة لهم لها تأثير ضخم في تربيتهم، إذ إننا غالبًا ما نستخدم الغضب أو السلبية وسيلةً للتأديب أو التربية، فتؤدي السلبية الزائدة إلى تقوية التحدي والعناد لدى الطفل بدلًا من تخفيضه، فيشعر أنه أكثر قوة مع كل وجبة من وجبات السلبية، وبخلاف هذه الصفات المميزة لطفلك العنيد توجد صعوبة أخرى عند التعامل معه وهي عدم المرونة، فيصعب التأقلم مع أي تغيرات تطرأ عليه، فتعتقد أن طفلك يُسيء السلوك في محاولة لإقناعك، وجذب انتباهك، ولكن الحقيقة ببساطة هي أنه لا يستطيع التعامل مع أي شيء جديد.
الفكرة من كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
يشعر الكثير من الكبار بالغضب والإحباط عند تعاملهم مع الأطفال الذين يتصفون بالعناد والمعارضة مهما كان حبهم لهؤلاء الصغار، لذا يحاول كتابنا تقديم برنامج يوضح كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين، وكبح جماح التحدي لديهم وتشجيعهم على الطاعة، كما ذكر الكاتبان سبب تصرف الأطفال بهذه الطريقة، وسبب فشل الطرائق الأخرى التي يجربها الآباء والتي قد تكون أنت بنفسك قد جربتها، ويجب علينا معرفة أن تحسين هذه الأمور سيأخذ بعضًا من الوقت والطاقة الممزوجين بالحب.
مؤلف كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
راي ليفي: مؤلف، ويعمل أستاذًا للطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو مؤسس في مشروع الأبوة، لتطوير البرامج التي تعلم الآباء مهارات العلاقات الأساسية لتربية أطفال أصحاء، وتثقيف الآباء والمهنيين حول الدور الحاسم الذي يلعبه الآباء في حياة الأطفال، ويعمل بالتدريس وتدريب المهنيين محليًّا ودوليًّا، ومن أهم أعماله:
Attention Deficit Disorder: Workable Solutions.
بيل أوهانلون: مؤلف ومتحدث عام، حاصل على ماجستير في العلوم، ويعد رائدًا مشهورًا عالميًّا في مجالات العلاج النفسي الموجز والتنويم المغناطيسي السريري، وهو المؤسس المشارك للنهج الموجه للحلول، وهي طريقة علاجية تركز على تحديد الاحتمالات غير المحققة مع الاعتراف بالمشكلات العاطفية والسياقية، وألف ما يقرب من 40 كتابًا من أبرزها:
Do One Thing Different: Ten Simple Ways to Change Your Life.
Write Is a Verb: Sit Down, Start Writing, No Excuses.