مقومات الإنتاج الزراعي في الوطن العربي

تعد الزراعة هي القطاع الأول في البلدان العربية لا سيما مع تجذُّر الثقافة الزراعية في الفلكلور الشعبي للإنسان العربي، ففي الأقطار العربية غير النفطية نجد أن الإنتاج الكمي للمنتجات الزراعية يفوق نظيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى، وعلى ذلك فهيكل التصدير السلعي للوطن العربي يميل إلى تركز المواد الخام الزراعية على حساب الصناعات التحويلية، وعلى ذلك تعد رافدًا مهمًّا للدخل القومي ورقمًا صعبًا في ميزان المدفوعات كما تمتصُّ جزءًا لا يستهان به من قوة العمل.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وإذا تتبَّعنا خصائص الزراعة في الوطن العربي نجد أنها تقوم على عدة مقومات بعضها طبيعي كالمناخ والتربة والمياه، وبعضها الآخر بشري يتعلق بقدرة الإنسان على الاستغلال الأمثل لتلك الموارد، فعوامل التربة وما تحتويه من عناصر غذائية ومواد عضوية تُشكِّل قيدًا مهمًّا على نوع المحاصيل والنباتات وجدوى الاستفادة الزراعية من الأراضي والمسطحات، كما أن عوامل المناخ وأهمها الأمطار بالطبع تحدِّد إلى حد بعيد فترات الرخاء والقحط في تلك الأقطار التي لا تحوي مصادر دائمة للمياه، كما تؤثر عوامل الحرارة والرطوبة والرياح والبخر في عملية نمو النباتات عمومًا.

أما إذا تطرقنا إلى بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية المحددة للنشاط الزراعي بصورة أو بأخرى، فسنجد أن معدلات النمو السكاني الكبيرة وما تتطلَّبه من مواد غذائية تُشكِّل بدورها ضغطًا يسهم في رفع الطلب على المنتجات الزراعية والتهام الفوائض الناتجة من عملية التطوير الزراعي، كما تُشكِّل قضية الهجرة المستمرة إلى الحضر نزيفًا مستمرًّا في العمالة الريفية واختلال التوازن بين الأقاليم المختلفة، ومع ترابط القطاعات الاقتصادية بعضها مع بعض نجد أن القطاع الصناعي يعمل على تجريف نظيره الزراعي من العمالة والاستثمارات، ولكن من ناحية أخرى نجد أن تقدم القطاع الصناعي قد يؤثر إيجابيًّا في نظيره الزراعي، ذلك أن الصناعة هي الرافد الأساسي للآلات الزراعية والأسمدة والمبيدات الحشرية التي تعمل على تقدُّم القطاع الزراعي وزيادة إنتاجيته.

“من لا يملك قوته لا يملك قراره”، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب، فهو يعالج قضية الأمن الغذائي العربي مستعرضًا أسباب المشكلة على نحو عام، ثم يدلف إلى جغرافيا الوطن العربي مظهرًا الواقع والفرص المتاحة والتحديات للنهوض بالاقتصاد الغذائي، وأخيرًا يتعرض لمحاولات استغلال قضية الغذاء كسلاح من قِبل الدول العظمي لابتزاز غيرها من الدول الأخرى.

حمد علي الفرا: كاتب وعالم اقتصاد، ولد بمدينة خان يونس بفلسطين عام 1932، حصل على ليسانس الآداب في الجغرافيا من جامعة القاهرة عام 1954، حصل على الماجستير من جامعة نيوكاسل بإنجلترا في عام 1967، ونال عام 1970 درجة الدكتوراه في الجغرافيا الاقتصادية من الجامعة نفسها، وتقلد الكثير من المناصب الأكاديمية في الأردن وفي الخارج، كما كان أستاذًا زائرًا في عدة جامعات منها أكسفورد في بريطانيا عام 1977، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1984.

أصدر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مختلف المجالات والدوريات العلمية، وله كتب منشورة أهمها: “التنمية الاقتصادية في دولة الكويت”، و”مناهج البحث في الجغرافيا بالوسائل الكمية” و”الطاقة: مصادرها العالمية ومكانة النفط العربي بينها”.