مع الشخصيات
مع الشخصيات
تُبنى الشخصيات مع بناء الحبكة والأحداث، ونُثريها بتخصيص صفة مميزة لها كالإخلاص وعاداتٍ مثل نصف ابتسامة قبل الحديث عن شيء أليم، ونرسمها للقارئ بالوصف المباشر، وهو غير محبذ في كتب الأطفال، أو نُبين طبيعة الشخصية في حوار أو في موقف.
وبطل الحكاية لا ينبغي أن يكون كاملًا وبلا أخطاء، ولا يُشترط أن يكون طفلًا ما دامت الحكاية مقدمة للأطفال، بل يمكن أن يكون شخصًا بالغًا تُرسم شخصيته بشكل جيد تجعل القراء الصغار يتعاطفون معه، وإن اخترت أن يكون بطل القصة طفلًا أو مجموعة من الأطفال فتجنب الإشارة إليهم مرارًا بـ”الأطفال” في الكتاب، أو الإشارة إلى الشخصيات الأخرى بـ”الكبار”.
أما بناء الشخصيات الشريرة فهو أهم من بناء شخصيات الأبطال، وينبغي أن نُظهر قوتها وتهديدها للبطل من بداية الحكاية، وربما نُبين للقارئ أخطارًا يجهلها البطل ليبدو الأشرار أكثر تهديدًا، والأشرار ذوو الإعاقات الجسدية قد يكونون مخيفين أكثر مثل كابتن هوك ذي اليد الواحدة أو جون سيلفر ذي الساق الواحدة، والأشرار ذوو المظاهر الودية المحبوبة أيضًا يمكن أن يكونوا مرعبين، مثل روبرت هنتزو في سجين زندا، والكونت فاسكو البدين في ذات الرداء الأبيض.
وحوارات الشخصيات ينبغي أن تكون واقعية ومعبرةً عنها، فلكل شخصية أسلوبها بعيدًا عن أسلوب الكاتب، ويمكننا أن نكتب حوارات أفضل حين ننصت إلى أحاديث الآخرين، ويُفضل في قصص الأطفال أن نعتمد على لغة كلاسيكية واضحة لا على اللهجات والكلمات العامية التي قد تفقد شهرتها سريعًا.
الفكرة من كتاب مهارات الكتابة للأطفال
ما من طريقة واحدة ثابتة للكتابة للأطفال، ولكن تتنوع طرق الكتابة كما تتنوع طرق الكتابة للكبار، إلا أن هناك خصائص تميز الكتابة للأطفال، وأمورًا لا تصلح لها، وهذا ما سنتطرق إليه في كتابنا.
مؤلف كتاب مهارات الكتابة للأطفال
جوان آيكن، روائية إنجليزية، ولدت عام 1924 وتوفيت عام 2004. ألفت أكثر من مئة كتاب منها مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات للصغار والكبار، وعملت محررةً في مجلات عديدة، وحصلت على جوائز كثيرة في أدب الطفل، منها جائزة لويس كارول، وجائزة الجارديان عام 1969، وجائزة إدجار آلان بو عام 1972، ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1999 لخدماتها في مجال أدب الطفل.
وكتابها الذي بين أيدينا The way to write for children – An introduction to the craft of writing children’s literature يُعد مرجعًا مهمًّا في مجاله.
معلومات عن المترجمين:
يعقوب الشاروني، هو أحد رواد أدب الطفل في مصر والوطن العربي. ولد عام 1931، وألف أكثر من أربعمئة كتاب للأطفال، وفازت كتبه بجوائز عديدة مصرية وعالمية، وعمل في الترجمة مع اليونسكو ولونجمان وليديبيرد، وكان رئيسًا سابقًا للمركز القومي لثقافة الطفل، ودرَّس مادة قصص وأدب الطفل في الجامعات المصرية.
سالي رؤوف راجي، مترجمة تخرجت في كلية الألسن – قسم اللغة الإنجليزية عام 2007، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية عام 2010.