مشكلات العالم والبداية
مشكلات العالم والبداية
في هذا الزمن المليء بالتطور السريع، وفي ظل ما نراه من حروبِ ونزاعات تجتاح العالم الثالث التي تتغذى عليها الدول الكبرى، حيث المستقبل الغامض وزيادة البطالة والبؤس.. تُرى ما المشكلة؟ وما السبب وراءها؟ ولماذا يقع عالمنا العربي في هذا التخلف وغموض المستقبل؟
يجيب الكاتب عن ذلك بذكر عام 1992، والذي من وجهة نظره هو بداية المشكلة، حيث حرب الخليج، تلك الحرب الاستعمارية العالمية التي أنذرت بولادة عصر استعماري جديد، من نوعٍ آخر مختلف عن سابقيه، عصر يقوم فيه خُمس سكان الأرض بالتحكم في أربعة أخماس ثروات كوكب الأرض بما فيها البترول عصب النمو الغربي، وذلك النظام الذي أدى إلى مصرع 60 مليون إنسان سنويًّا بسبب الجوع وسوء التغذية، لذا كان عام 1992 بداية العهد الاستعماري في التاريخ الحديث، وقمة الهيمنة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد طرحت الحضارة الغربية التي افتُقِد فيها الكثير من الأبعاد الإنسانية، مستقبلًا مخيفًا يدعو إلى القلق، حضارة تقوم على استغلال موارد الدول الضعيفة لتصبح الدول العظمى أكثر قوة، حضارة يُعدُّ فيها السوق هو المنظم الوحيد للعلاقات الإنسانية على الصعيد العالمي، بما أُطلق عليه مصطلح “نهاية التاريخ”، حضارة عجزت عن التواصل والتعامل مع الحضارات الإنسانية الأخرى، إن هذا لخيرُ دليل على مدى انهيار هذه الحضارة وتوجيهها للإنسانية إلى “المقبرة”.
الفكرة من كتاب حفارو القبور
لم يصبح العالم مكانًا مناسبًا لأي وضع إنساني، عالم تتغذى فيه الدول الكبرى على حروب ونزاعات العالم الثالث، حيث عدم التوازن، كل شيء مُباح لأجل مصالح سياسية، كل شيء له قيمة وثمن بما في ذلك أي صمت عالمي تجاه كل ما هو ضد الإنسانية.
يناقش روجيه جارودي، عددًا من المشكلات السياسية والوضع العالمي، والتفاوت الحادث بين الدول الكبرى ودول العالم الثالث، مُتجهًا إلى الحلول الممكنة للتحرر الحقيقي للعالم، وصولًا إلى وحدته.
مؤلف كتاب حفارو القبور
روجيه جارودي (1913 – 2012): فيلسوف وكاتب فرنسي، بدأ حياته بالعمل أستاذًا في الفلسفة، ثم انخرط في السياسة كنائب في البرلمان، وعضو في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي طُرد منه لانتقاداته للاتحاد السوفيتي.
عُرف في العالم العربي بعد اعتناقه الإسلام، وتأليفه عددًا من الكتب الخاصة بنظرة الإسلام إلى الوضع السياسي العالمي.
من أبرز كتبه ومؤلفاته:
المسجد مرآة الإسلام.
الإسلام دين المستقبل.
الولايات المتحدة طليعة التدهور.
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية.