مشكلات الحياة الرئيسة
مشكلات الحياة الرئيسة
يتعرف الإنسان على الأشياء والحقائق من خلال المعاني التي يربطها بها، وكالحقائق والأشياء من حوله تملأ الإنسان الرغبة في معرفة معنًى لحياته، ومع أن هذه الرغبة متأصلة في الإنسان منذ تشكل وعيه الأول، فلم يملك أي شخص معرفة المعنى الحقيقي المطلق للحياة، فإن كل فرد يشكل معناه الخاص عن الحياة، المعنى الذي يرى أنه يلائمه، وتصبح بذلك المعاني التي يسندها الأشخاص إلى الحياة مجرد نسخ مختلفة تتراوح بين الخطأ والصواب، لا يمكن أن تملك أية نسخة الحقيقةَ، لأن المعنى الحقيقي يشترط أن يكون حقيقيًّا لدى كل البشر، ودون هذا الشرط يفقد المعنى قيمته ومعناه.
يربط علم النفس الفردي معنى الحياة بثلاث مشكلات رئيسة يواجهها الإنسان في الدنيا، وتندرج تحتها كل المشكلات التي قد تواجه الفرد في حياته، ومن خلال ردود أفعال كل شخص تجاه المشكلات الرئيسة يمكن استنباط وفهم رؤيته الشخصية لمعنى الحياة.
والحق أن الثلاث مشكلات ما هي إلا ثلاثة أوجه مختلفة لمشكلة الإنسان الواحدة، وهي ضرورة بقاء الجنس البشري على الأرض والحفاظ على النوع، وهذه المشكلات مرتبطة بعضها ببعض، ويترتب بعضها على بعض، ولا يمكن حل أي منها بمعزل عن البقية.
أولى المشكلات الرئيسة هي العمل، فعلى الفرد أن يتمكن من إعالة نفسه وأن يسعى إلى أن يمتهن المهنة التي يحبها في إطار تقسيم العمل، ويجب ألا يقتصر العمل على العائد المادي فقط، لأن هذا سيجعل الفرد يفقد اهتمامه بالمجتمع والمساهمة في تقدمه.
تتعلق المشكلة الثانية بالفرد والمجتمع، فلا يستطيع الإنسان العيش في معزل عن الآخرين، لأنه في حاجة دائمة إليهم لإشباع حاجاته المادية والمعنوية اللازمة لاستمرار بقائه.
وتتمثل المشكلة الثالثة في الحب والزواج، لأنهما ضروريان لتحقيق التعاون بين البشر، ولا يكون تعاونًا يعمل على سعادة فردين فقط، بل إنه يخدم البشرية بأكملها، فبقاء الجنس البشري يعتمد على العلاقات بين الرجل والمرأة.
الفكرة من كتاب معنى الحياة
إن الإنسان في رحلة لا تنتهي للبحث عن معنًى لحياته، ويقضي التاريخ بأن جميع البشر عرضة للانشغال في هذه الإشكالية، وربما أن بعض الأشخاص لديهم قابلية أعلى للانغماس في هذا الأمر أكثر من البقية، فقد تغنّى الفلاسفة بالسؤال عن معنى الحياة على مر العصور، ولم يجد أي شخص إجابة شاملة تستطيع أن تحدد قيمة مطلقة وثابتة لما يمكن أن تعنيه الحياة، ومن المحتمل أن يواجه الفرد هذه الأزمة في أي لحظة ممكنة، وسواء خضت رحلتك في البحث عن المعنى في الصغر، أو حين المرض والمصائب، أو مع سماع قصيدة مدهشة، أو بسبب مُلخص لكتاب على تطبيق بهاتفك، فيجب أن تعلم أن الإجابة التي ستضعها لهذا السؤال سوف تحدد حياتك بأكملها!
مؤلف كتاب معنى الحياة
ألفريد أدلر: طبيب نفسي نمساوي، بدأ حياته المهنية تلميذًا لسيجموند فرويد، وبعد ذلك أسَّس مدرسته العلاجية الخاصة المعروفة باسم “علم النفس الفردي”.
من أعماله:
الحياة النفسية: تحليل علمي لشخصية الفرد.
الطبيعة البشرية.
معلومات عن المترجم:
عادل نجيب بشري: مترجم مصري شارك في أعمال “المشروع القومي للترجمة” التي صدر منها هذا الكتاب، له ترجمات عدة، منها:
“الطبيعة البشرية”، لألفريد أدلر.
“مدينة الله”، لسانت أوجسطين.
“شال الصلاة”، لنيك كارتر.