مراحل الذاكرة
مراحل الذاكرة
لا يقتصر استخدام الذاكرة، وبوجه التحديد الذاكرة الصريحة على البالغين فحسب، وجدير بالذكر أن الأطفال حديثي الولادة يتكوَّن لديهم شيء من الذاكرة الصريحة حتى تكون عونًا لهم على تذكُّر وجوه أمهاتهم مثلًا، وتظل تلك الذاكرة تتكوَّن حتى سن خمسة أشهر تقريبًا، عندها يبدأ المخ بتكوين وعي أكبر، ومن ثم تتغيَّر الذاكرة، ولكن يظل السؤال: ما الذي يعمل على تشكيل نمو الذاكرة بشكل كامل قائمًا، إذا سألت أي شخص حول ما يتذكَّر من طفولته غالبًا ما يرجع إلى سن أربعة أعوام، وهذا بسبب أن أغلب الناس لا يستطيعون تذكُّر المعلومات التي حصلت قبل هذه السن لأسباب كثيرة ومتنوِّعة، من ضمنها مثلًا العمليات البيولوجية، ومن الممكن أن تحدث بعض التغيُّرات التي تعوقنا عن تذكُّر الأحداث بدقة، إذ تؤثر تلك التغيرات في حالتنا النفسية في بداية مرحلة الطفولة، وبكل بساطة يمكن أن يحصل الاثنان معًا، وبناءً عليه تصبح قدرة الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين على تذكُّر أحداث حياتهم بشكل عام أفضل نسبيًّا، ولكنهم لا يزالون يعانون من تحديد مصدر تلك الأحداث بشكل دقيق، ويرجِّح العلماء أن السبب ضعف الذاكرة السياقية غالبًا في مرحلة الطفولة.
ومن المعروف أنه بتقدُّم العمر تضعف قدرة المرء على التذكُّر، إلا أن الذاكرة القصيرة الأجل تعمل بكفاءة لا بأس بها، ولكن بالنسبة إلى الاضطرابات الإكلينيكية المتعلقة بالعمر، فعادةً ما يكون خلل الذاكرة إشارة مبكرة على الخرف، ويظهر ذلك بوضوح تام عند دراسة أشعة مقطعية على المخ لشخص مصاب بمرض فقدان الذاكرة، فيتضح ضمور المخ في صِغر حجمه، ويمكن أن يحدث ضعف الذاكرة العرضية بشكل منفصل نسبيًّا في المراحل المبكرة من المرض، ولكن في مرحلة متقدمة من الخرف تتأثر العديد من القدرات بهذا الخرف، مثل القدرة على التحدث والقدرة على فهم واستيعاب الكلام والقدرة على التواصل بشكل جيِّد واستخدام المهارات التنفيذية المختلفة.
الفكرة من كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
لطالما كانت الذاكرة وآلية عملها وتكوينها محط اهتمام وأنظار المجتمع العلمي بأسره، ولعلَّ ذلك بسبب الحيرة الكامنة وراء عدم معرفة السبب الحقيقي وراء نسياننا لأشياء قد تكون حصلت خلال اليوم ونذكر أشياء حصلت منذ عقود، هل نستخدم ذاكرتنا في تذكُّر الأشياء فحسب أم أن للذاكرة استخدامات أخرى؟ وكيف نسترجع الأحداث من ذواكرنا، والأهم من ذلك كيف تعمل الذاكرة وكيف تخزن أدمغتنا المعلومات؟ وما مرض فُقدان الذاكرة؟ وماذا عسانا أن نفعل من أجل تقوية ذاكرتنا؟
مؤلف كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
جوناثان كيه فوستر: عالم وأستاذ في مجال علم النفس العصبي السريري وعلم الأعصاب السلوكي، يشغل حاليًّا مناصب متعددة، من بينها: زميل أبحاث أول في علم الأعصاب المعرفي بجامعة «إديث كوان» بأستراليا، وأستاذ أبحاث في علم النفس العصبي بجامعة غرب أستراليا، لديه عيادة طبية قائمة تقدم استشارات لمرضى فقدان الذاكرة ومن يعانون أنواعًا أخرى من الخلل الإدراكي.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد السلام: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن عام ٢٠٠٥م، وبدأت حياتها المهنية مترجمةً ومحررةً في صحف يومية ودور نشر معروفة، كما فازت في عدد من المسابقات الأدبية، منها: مسابقة “قصص على الهواء” التي تقدمها إذاعة “بي بي سي”، ولها مساهمات في مجلات وصحف مرموقة، كما ترجمت العديد من الكتب، وتشغل الآن منصب مدير التحرير بإحدى دور النشر الكبرى.
ومن الكتب التي ترجمتها: “اللاسلطوية” لكولين وارد، و”الذاكرة” لجوناثان كيو فوستر، و”أقمار المشترى” لأليس مونرو.