مذهب الإمام مالك
مذهب الإمام مالك
هو ثاني المذاهب الفقهية من حيث التسلسل الزمني، فهو قرين الإمام أبي حنيفة وإن كان أصغر منه سنًّا، هو مالك بن أنس بن مالك بن عامر إمام دار الهجرة، وُلِد هذا الإمام سنة 95 للهجرة وتوفي في سنة 179 للهجرة، وكان على قدر عظيم من العبادة والخشية، وهذا هو رأس العلم، فلما سُئلت أخت الإمام مالك عن حاله في بيته قالت كان شغله المصحف والتلاوة، وكان يتهيَّب (رحمه الله) من الفتوى فكان يُسأل عن مسائل كثيرة فيجيب بقوله لا أدري.
ومالك بن أنس هو إمام مدرسة المدينة، حيث كان حديث النبي (ﷺ) لا يزال غضًّا طريًّا، فأخذ مالك عن تلامذة ابن عمر وأشهرهم نافع والزهري، كما اشتهرت تلك المدرسة بالاعتناء بالأحاديث وأقوال الصحابة بالإضافة إلى إجماع أهل المدينة، فلم يتفق العلماء على حجية عمل أهل بلد إلا عمل أهل المدينة، وقد شهد له العلماء بفضله فلم يتأهَّل للإفتاء حتى شهد له سبعون من أهل العلم، ويُؤثر عن الشافعي قوله إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، بل إن بعض العلماء فسَّروا حديث النبي (ﷺ): “ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة” أن المقصود به هو مالك فلم يكن على ظهر الأرض مثله في زمانه.
وقد اشتهر مالك بكتابه الموطأ، وهو كتاب في الحديث والفقه معًا، حيث يذكر الأحاديث مرتَّبة على الأبواب ويعلِّق عليها باستنباط بعض الأحكام الفقهية، وهو من أعظم كتب الإسلام قاطبة، ومن أشهر طلبته الإمام عبد الرحمن بن قاسم، وقد أخذ عنه أسد بن الفرات وسحنون صاحب كتاب “المدونة” الذي يعد العمدة في المذهب بعد الموطأ، فعامة العلماء المالكية بعد ذلك عيال عليها، ومن أشهر تلامذته كذلك الإمام الشافعي المعروف.
الفكرة من كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
“من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين”.. علم الفقه من أشرف العلوم وأنبل الفنون، لتعلُّقه بتعامل الفرد مع ربه إيمانًا وعبادة، ومع مجتمعه تعاملًا ماديًّا وأُسريًّا، ولا غنى لأحد عن واحد منهما، ولكن الدارس لهذا العلم عادةً ما تعتريه بعض الأسئلة مثل كيف بدأ هذا العلم؟ وما المقصود بالمذاهب الفقهية وكيف نشأت؟ ولماذا يختلف الفقهاء فيما بينهم؟ فلأجل تلك الأسئلة وغيرها كان هذا الكتاب، فهلمَّ بنا لنتعرَّف على القصة من أولها ونبحث عن إجابات أسئلتك.
مؤلف كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر: أحد علماء الشريعة، ولد عام 1940م بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين، وهو من بيت علم، إذ إن أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر أحد علماء أصول الفقه، حصل على الدرجة الجامعية الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام بالسعودية، كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر الشريف بمصر.
عمل مدرسًا في كلية الشريعة بالكويت وأستاذًا بكلية الشريعة بالأردن ثم عميدًا لها، توفي (رحمه الله) في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة 10 أغسطس 2012 الموافق 22 رمضان في العشر الأواخر لعام 1433 هجرية بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
له العديد من المؤلفات منها: “مقاصد المكلفين فيما يتعبَّد به رب العالمين”، و”المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم”، و”سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة”.