متى نستقر؟
متى نستقر؟
في حين استنكر بعض الناس الغزو العِراقي للكُوَيت واعتبروه عدوانًا، خرجت بعض الجماهير العربية لتدافع عن مجرم لم يراعِ في غزوه ضَعف الخَصم ولا عجزه عن الدفاع، لتصدم العالم المتحضر الذي رأى العرب مثالًا للهمجية والغطرسة، لكنه هَبَّ رغم ذلك لإغاثة الشعب الجريح والدفاع عن حقوقه، وفي المقابل لم تَقُم مظاهرة في بلد عربي واحد احتجاجًا على مذبحة “صَدَّام” في حق الثائرين من الشعب العِراقي، الحقيقة أن معظم الشعوب العربية تعيش تحت وطأة الجهل والتخلف، تقبل أن تعيش وتموت دون أدنى مشاركة في تحديد مصيرها.
متى نصبح على يوم تتوحد فيه كلمتنا؟ في الحقيقة، لم تكن الأزمة العِراقية وحدها التي كشفت عن مقدار تنازعنا وأننا لا نثبت على حال، بل هناك كثير من القضايا التي أطلقت تنبيهات تؤدي المعنى نفسه، فمثلًا جاء الخلاف على الحدود بين مِصر والسودان في الوقت الذي اعتبرنا فيه “مصر والسودان” كلمة واحدة لا يمكن فصلها، ثم اشتكى السودان لمجلس الأمن، هذا يدفعنا إلى التفكير في “محكمة عدل عربية” نلجأ إليها لتسوية النزاع بين دولنا، بدلًا من البكاء على الأطلال بعدما تحل الكارثة، ثم ننصرف لنترك كل وطن مكلومًا يداوي جرحه منفردًا.
الفكرة من كتاب حول العرب والعروبة
تخلصت الأمة العربية توًّا من الاحتلال والحروب، فأخذت تلثم جراح الثَّكالى وتمسح دموع المكلومين الذين دُفنت كرامتهم في الأراضي المحتلة، وما زالت تترنح في قرار القومية العربية حتى خرجت وحوش الداخل والخارج من أوكارها لتغرس مخالبها في جسدها الدامي فتمزقه.
هذا الكتاب يضم وجهات نظر نجيب محفوظ في مقالات عدة كتبها بين عامي 1986م و1994م، جمعتها ونشرتها الدار المصرية اللُّبنانية عام 1996م، تناول فيها الكاتب القضايا التي طُرحت على الساحة العربية في تلك الفترة من غزو الكُوَيت والنزاع على الحدود بين دول عربية عدة، وكيف يمكن تحقيق التعاون بين العرب بدلًا من النزاع، وبالطبع لم يخلُ المشهد من القضية الكبرى؛ قضية فلسطين.
مؤلف كتاب حول العرب والعروبة
نجيب محفوظ(1 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006): كاتب وروائي مصري، حصل على جائزة نوبل في الأدب في 13 أكتوبر 1988م كأول أديب عربي، عمل مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، ومديرًا عامًّا لمؤسسة دعم السينما، ثم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في الفترة 1966-1971، قبل أن يتقاعد ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
له عديد من المؤلفات منها:
القاهرة الجديدة.
خان الخليلي.
زقاق المدق.