ما المعيار في تبنِّي الأفكار؟

ما المعيار في تبنِّي الأفكار؟
يحتاج الإنسان إلى التفكير، ليس فقط عند غياب الحلول للمشكلات، بل أيضًا عند توافر الكثير من المعلومات إلى حد الإرباك، ولذا فهو عملية شاقة يتجنُّبها الكثير من الناس رغم أنهم يتعرَّضون لها يوميًّا! فالإنسان يعرض ما يتلقَّاه من أفكار على مبادئه حتى يختار منها ما يتوافق معه، والمسلم تستند مبادئه إلى العقيدة الصحيحة، ومن ثم يسهل عليه تبني الأفكار التي تشعره بانسجام مع نفسه.

فهو حين يواجه مشكلة فلا يبحث عن أي حل وإنما يبحث عن حل داخل إطار عقيدته ومبادئه، لأن أي حل خارج هذا الإطار فهو مشكلة أخرى يضيفها إلى نفسه، والمسلم في سعيه في الدنيا يوازن بينها وبين الآخرة فينشط في العبادة والاستقامة كما ينشط في العمل، لكن حين يحدث تعارض فلا يتردَّد في إيثار النعيم الأبدي في الآخرة على الألم المؤقَّت في الدنيا، ولذا فهو يتعجَّب من الذين يجمعون المال بالحرام لأنه مدرك للفارق بين الربح المؤقَّت في الدنيا والخسارة الدائمة في الآخرة.
والعقيدة ليست تنظيرًا للتصوُّرات والأفكار فقط، بل يسترشد بها صاحبها لوضع أهدافه وصياغتها ومن ثم اختيار أنسب الطرق لتحقيقها، فالهدف الكبير لديه لا يختاره من منظور المجتمع، وإنما من خلال موقع ذلك الهدف في إطار عقيدته، وبذلك فالعقيدة تضبط مبادئه والتي تضبط أفكاره ومشاعره ومن ثم تطلُّعاته وتحرُّكاته وجميع شأنه.
الفكرة من كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، حيث إن الله سخَّر له كل ما يصل إليه في السماوات والأرض، وهو عليه أن يستغلَّ ذلك لمعرفة ربه أكثر من خلال معرفة نفسه، حيث يدرك عجزه عن الإحاطة بكل ما حوله، وأنه لا يزال يكتشف المزيد من العلم كل يوم، لا أن يغرق في دائرة الاستهلاكية فينسى نفسه وربه.
والأمة الإسلامية لا تملك الكثير من الثروات المادية لكنها تملك المنهج الرباني الأقوم والثروة البشرية، ولذا كان هذا الكتاب لإعادة توجيه المسلم إلى ما ينفعه.
مؤلف كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
عبد الكريم بكار: أحد أبرز المؤلفين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وُلِد في سوريا سنة 1951م، واختصَّ في دراسته بقسم اللغة العربية وتحديدًا في حقل اللغويات، وحصل بعد ذلك على الماجستير في اللغة العربية، ومن ثم الدكتوراه.
من مؤلفاته: “العولمة”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”.