ليس من المهم أن تكون باهرًا
ليس من المهم أن تكون باهرًا
لو يعلم الواحد منا كم أودع الله فينا وحولنا من جمال وعجائب لتغلَّب على نظرة الدونية التي يرمي بها نفسه ومن حوله كل يوم، ولازداد اندهاشه بتلك الفروق البديعة التي تميِّز كل واحد منا وتميِّز تجاربه وآماله وأحلامه وتطلُّعاته، كل هذا تشريف وتكريم يخرج الإنسان من دائرة جلد الذات وتوبيخها.
كن عاديًّا؛ طبيعيًّا ضعيفًا، فأنت لست بحاجة إلى التحليق في الفضاء أو القفز بين النجوم لتدرك عظمة صنعتك، ولا أن تحارب المستحيلات وتهزمها لتشعر بكفاءتك ووجودك، فربط شعورك بالكفاءة والجدارة يجب أن يتعلق بواقعية الإنجاز وموضوعيته لا بمدى صداه وألمعيته!
ولو كنت سأخبرك أنك تصنع الفارق كلما كنت عاديًّا ومعقولًا وضعيفًا فقد تسخر مني، ولكنك ستجد في الكون على هذا شواهد كثيرة، فانظر إلى كتائب النحل التي تنطلق بين الأزهار فتقع راقصة على غنيمة جديدة تخبر صديقاتها بشكل خاص من الحركات أنها قد نجحت وأنها قد وجدت الطعام، هل تدرك كم هي عظيمة!
أنت لبنة في هذا البناء الكوني تؤدِّي دورك الوجودي المحدود لا الأدوار كلها، وإذا ما أردت فعلًا أن تتخلَّص من قيود هذا الوهم فعليك أن تتحوَّل من طالب كمال مهزوم إلى طالب عادي منتصر، وهذا ما يؤكِّده عالم النفس الشهير “ألفريد أدلر” في قوله: “كلٌّ منا لديه شعور بالدونية، لكن الشعور بالدونية ليس مرضًا؛ إنه حافز للكفاح والنمو بطريقة صحية وطبيعية، لكنه يصير حالة مرضية حين يتغلب الشعور بعدم الكفاءة على الفرد ويجعله مكتئبًا وغير قادر على النمو، بدلًا من أن يحفِّزه على النشاط المفيد”.
الفكرة من كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
صراع الكفاءة والجدارة صراع متجذِّر في تاريخ صراعات الإنسان، بل ربما هو صراع الإنسان الأول والمستمر معه حتى الموت، حيث يبحث أغلبنا عن الرضا والقبول والحب والاكتفاء، وفي طريق هذه الرحلة البحثية يعترينا ما يعترينا من الرفض والفشل وخيبة الأمل، ومن منا لم يُبتلَ بذلك؟!
تدور قصص هذا الكتاب حول “طلاب الكمال” وعن الحالة الانهزامية التي يفنون فيها أعمارهم في طريق تتبع الكمال وتحقيقه، وعن الأعراض الانسحابية المضنية المترتِّبة على ذلك، حيث تدور محاور هذا الكتاب حول تساؤلات كثيرة مثل: لماذا لا أستطيع أن أحقِّق المستوى المطلوب؟ ولماذا يحاصرني دائمًا الإحساس بالذنب؟ وهل حان الوقت لخفض مستوى تطلُّعاتي؟
مؤلف كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
كيفين ليمان: أستاذ مساعد في برنامج صناعة الموسيقى، وكان لديه فلسفات يعتمد عليها في جميع الأحداث التي ينتجها: الموسيقى والتعليم والعمل الخيري.
إلى جانب حصوله عام 2009 على جائزة “Billboard Touring Awards” الإنسانية لنفس العام وتم تكريمه في عام 2011 أيضًا.
ومن مؤلفاته: “شخصية المولود البكر نشأة وبلوغًا”، والكتاب الذي بين أيدينا.