لماذا غيَّر القرآن الصحابة؟
لماذا غيَّر القرآن الصحابة؟
لا أحد ينكر قدرات القرآن على إحداث التغيير الجذري في النفوس كلها، ففي سنوات معدودة تغيرت أمة كاملة؛ أمة متفرقة تعيش في الصحراء، لا توضع في حسابات القوى الكبرى، فجاء القرآن، وربط قلوبهم بالله ليكون وحده هو الغاية والمقصد.
وحال الصحابة (رضوان الله عليهم) يدعو للتأمل، لما كانوا عليه قبل إسلامهم من شدة الغرابة والجاهلية، ثم دخولهم بهذه الحالة إلى مصنع القرآن ليخرجوا منه آناسًا تفخر بهم البشرية حتى الآن، وتمكَّن القرآن من إحداث هذا التغيير في جيل الصحابة، بسبب حسن تعاملهم معه بعد إدراكهم لقيمته وفهم المقصد من نزوله، وكان رسول الله ﷺ قدوتهم في ذلك، حيث عايش القرآن بكيانه كله، حتى صار وكأنه قرآنٌ يمشي على الأرض، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه، يرتِّل السورة فتصبح أطول مما هي عليه، ولقد قضى ليلة كاملة يردِّد في صلاته آية واحدة وهي قوله تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
وتتضح قوة تأثيره في رسول الله ﷺ عندما قال لأصدقائه: “شيَّبتني هود وأخواتها قبل المشيب”، أما تأثيره في الصحابة، فأكبر دليل على ذلك هو تغيير واقعهم واهتمامهم للأفضل؛ إذن تكمن قيمة القرآن الحقيقية في تدبر معانيه وقدرته على إحداث التغيير الجذري لقارئه، ووصى ابن مسعود (رضي الله عنه) بعدم قراءة القرآن كالشعر وضرورة الوقف على عجائبه وتحريك القلوب به.
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.