لماذا تخلَّف المسلمون؟
لماذا تخلَّف المسلمون؟
ليس التاريخ علمًا تطبيقيًّا يضمن صحة توقُّع مجريات أحداث ما أو صحة تحليل ما قد جرى، ولا نملك إجابة قاطعة عن سبب تخلُّف الأمة، فالأسباب كثيرة أبرزها: هجوم المغول والتفسير الديني المحض للإسلام، ويشهد تاريخنا أننا لم نكن متخلِّفين، فرسالة الإسلام ترفض الركود والكسل، فلماذا لا يكون تخلُّفنا اليوم سببه أننا لا نتبع المفهوم العملي للإسلام؟! ألمْ يفرض على أتباعه الجهاد الذي يعده بعض العلماء الركن السادس في الإسلام؟ لكننا اليوم نجد تلك الأمور في بلادنا الإسلامية، ونرى شعوبها تركن إلى الاستسلام للمصير! بينما لو نظرنا إلى الدولة الإسلامية بعد مئة عام فقط من الرسالة النبوية لرأينا حضارة متكاملة امتدَّت من الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا، فكان الإسلام تحريرًا لا مثيل له للقدرات البشرية، كما وصف شبينغلر، واستوعب جميع العلوم والصناعات في البلاد التي فتحها.
فهل يُقبل أن يكون الإسلام مصدر الإلهام في الماضي ويأتي اليوم بنتائج عكسية؟! هذا التشبُّث المغرض من أولويات اتجاهات فكرية اختلفت في كل شيء إلا في الحفاظ على هذه الأساطير الباطلة، ساعدها جهل أجيال المسلمين بحقائق التاريخ الثابتة، وأسلوب أنصاف الحقائق برصد الظواهر السلبية وغض الطرف عن كل المنجزات في العالم الإسلامي، ومؤامرة السكوت هذه شائعة بين مؤرخي الغرب، فلا يعرف القارئ أن عصور الظلام لم تعرفها حضارة المسلمين.
والأجدر أن نقول إن غياب الإسلام هو السبب المباشر لتراجعنا، وإننا لا نتبع الإسلام فعلًا كما ينبغي أن نتبعه؛ فلماذا يتزلف كل هؤلاء الجبناء إلى ذوي السلطان والإسلام ينهى عن مخالطة أهل البغي ويحث على إنكار شرورهم؟ ولا يمكن مقاومة هذه المفاسد بغير الإيمان بالله والإحياء المتواصل للأخلاق السامية، فليس الدين من خصائص بداية التاريخ وليس الإلحاد من خصائص عصر الذرَّة، ولا يُتصوَّر أن يأتي زمان نعتقد فيه أن الرسالة النبوية قد عفَّى عليها الزمن.
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.