لست ذكيًّا بما يكفي
لست ذكيًّا بما يكفي
نعم هذه هي الحقيقة، فمهما كنتَ تمتلك قدراتٍ دماغيةً تذكرْ أن للذكاء أنواعًا مختلفةً غير النوع الذي نعرفه، لعلَّ من أهمها الذكاء العاطفي.
عندما يتصرَّف الناس بدافع الخوف من القائد أو المسؤول فإن نِتاج أعمالهم يكون ضعيفًا، كما أنهم لا يبدعون إطلاقًا، فالخوف يمنعهم من الإقدام على طرحِ أفكارٍ جديدة، وبالتالي يظلُّون حبيسي الأفكار التقليدية.
والقائد الناجح لا يعتمد على السلطة والإخافة أثناء قيادته، وإنما يعبر عن مشاعره ويهتم بمشاعر الآخرين، هذه المشاعر التي تؤثر في تصرفاتهم وانفعالاتهم، وينبغي التعامل معها بحرصٍ وذكاء، وهذا هو الذكاء العاطفي.
والذكاء العاطفي يساعد على فهمِ الآخرين وتحديد احتياجاتهم عن طريق الانفعالات التي يقومون بها، فالخوف والقلق يعنيان نقصًا في الشعور بالسلامة والأمان، وعدم وجود الدافع يعني غياب الحماس عن بيئة العمل أو شعورَ الشخص بالتهميش وعدم الأهمية.
عندما يشعر الآخرون بأنك كقائدٍ تدركُ مشاعرَهم وتقدرُها وتحاول تلبية الاحتياجات المسبِّبة لها سوف يتعاونون معك على تحقيق أهدافِك ويشاركونك في رؤيتك، سيخرجون من حيِّز الإنجازات الفردية إلى سعةِ الإنجازات الجماعية التي يحققها الفريق ككلٍّ في سبيل غايته الكبرى ورؤيته الأساسية، هذا مع شعورهم بالتقدير على المستوى الفردي واهتمام الجميع بآرائهم وأخذ ملحوظاتهم بعين الاعتبار.
أنت كقائدٍ عليك أن تفهم مشاعرَك وتتقبَّلها، الناس مِن حولك ثلاثة أقسام: قسم يمكن إصلاحه، وقسم يمكن تحمُّله، وقسم يجب الابتعاد عنه.
تقبُّلكَ لهذا يساعدك على تحديد التصرفِ الأنسب في التعامل مع الآخرين مع الاهتمام بمشاعرِك وعدم تجاهلها، فالتجاهل قد يسبِّبُ تراكمَ المشاعر السلبية داخل نفسك، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق الأفضل، وبِصفتِكَ قائدًا من الروح فإنك على درايةٍ بنفسك ولا ينبغي أن تتجاهل ما تشعر به.
الفكرة من كتاب روح القيادة
حتى وقتٍ قريبٍ لم يكن قرار «أن تصبح قائدًا» شيئًا مهمًّا بالنسبة للكثيرين، أمَّا الآن فإننا في أمسِّ الحاجة إلى القيادة، إذ إن التحكمَ في النفس والقدرةَ على التأثير في الآخرين صارا من أساسيات العصر الحالي الذي لم تعُدْ فيه القيادة مقتصرةً على الحكام والمسؤولين المباشرين فقط.
وليست القيادةُ تعني التأثير في الآخرين بالدرجة الأولى، إنما يأتي هذا بعد القدرةِ على إدارة النفسِ والتحكم في انفعالاتها والسيطرة على الأفكار السلبية وتحويلها إلى ناتجٍ إيجابي، مع فهمٍ لطبيعةِ النفس واحتياجاتها والانفتاح على الأفكار المختلفة، وإذا نجح الإنسانُ في ذلك فإنه يصير قائدًا روحيًّا يُمكنه التأثير في الآخرين، وهذا ما يهدف إليه الكتابُ تحديدًا.
مؤلف كتاب روح القيادة
ديباك شوبر: طبيب وكاتب أمريكي، وُلِد في الهند عام 1946، له باعٌ طويلٌ في عالم القيادة والتأثير.
ألَّفَ عديدَ الكتب في مجال القيادة والنجاح وإرادة الأعمال وغيرها، منها: “جسد لا يشيخ وعقل لا يحدُّه زمن”، و”القوانين الروحانية السبعة للنجاح”.
معلومات عن المترجم:
محمد ياسر حسكي: طبيب ومترجم، مهتم بالطب النفسي والعلاجي، له العديد من الأعمال المترجَمة المعروفة، منها: “اشفِ جسدك”، للويز هاي، و”رغبات محققة” لواين داير.