كُن مُتحدِّثًا موثوقًا
كُن مُتحدِّثًا موثوقًا
كثيرًا ما يتدرب الواحِد مِنّا على إلقاء العروض التقديمية مِرارًا، وحينما يشرع في الإلقاء أمام الجمهور ويكون مُلتزمًا بِكُل ما تدّرب عليه وحده مرارًا وتكرارًا، يشعُر في تلك الأثناء بخَطْبٍ ما في الأداء لا يعلم ما هو بالتحديد، فتُرى ما الخَطب؟ إنه شعور الجمهور بالتَكَلُّف والافتعال، فعلى الرغم من أن الاستعداد مُهِم فإن المُبالغة فيه لا تُجدي نفعًا في الغالب، فكيف السبيل إلى الموازنة في الأمر؟
عليك أن تضع نُصب عينيك أربعة أهداف في أثناء تدرُّبك على الإلقاء، أولها: الانفتاح على جمهورك، ويكون ذلك عن طريق تخيُّل أنك تتحدث أمام شخص ترتاح له تمامًا، كزوجك أو أحد الأصدقاء المُقربين، وبهذا ستنشأ عَلاقة وطيدة بينك وبين الجمهور بشكل تلقائي.
ثانيها: أن تتواصل مع الجمهور، فلا تَدَعِ المستمعين يغرقون في أفكار بعيدة عمّا تتحدّث عنه، والسبيل إلى ذلك يكون بتحقيق ثالث الأهداف التي ستُركز عليها في أثناء الإلقاء، وهو أن تكون شغوفًا بالموضوع الذي تعرِضُه، متحمسًا له.
والهدف الرابع والأخير: أن تستمع إلى جمهورك، وليس المقصُود هُنا أنهم سيتحدثون إليك، بل سيرسلون رسائِل غير شفهية عن طريق لُغة أجسادهم ونظراتهم في أثناء الاستماع إليك، وعليك أن تكون منتبهًا إليها.
والآن، ماذا إن أردت أن تُقدِّم عرضًا من أجل أن تبيع فكرة ساحِرة لمديرك في العمل؟ فطريقة عَرض الفِكَر تُصبح سهلة مع الالتزام بعدّة قواعِد، ولكن بيع هذه الفِكَر في مكان العمل أمرٌ صَعب.
إن البائعين الناجحين ينقسمون ثلاثة أنواع: الخبير، والفنان، والمُبتدئ. الخبير هو الذي يتمتع بشخصية جذابة، وعلى الرغم من أنه قد لا يُقدِّم أفضل الفِكَر، فإن فِكَره تكون واقعية قابلة للتنفيذ، والحقيقة أن عدد الخبراء الحقيقيين لا يتجاوز (20%).
أما البائِع الفنان فيتميز بامتلاكه شغفًا كبيرًا حيال فِكَره، وعلى الرغم من عدم التزامه بالقواعد غالبًا، وعدم اتصافه بالكياسة التي يتصف بها الخبراء، فإن نسبة هؤلاء الفنانين كبيرة، إذ تُمثل (40%).
وفي نهاية القائمة يأتي المبتدئون، الذين يُقدِّمون أنفسهم إلى الآخرين بوصفهم راغبين في التعلُّم وتطوير أنفسهم، وتمثل نسبتهم (40%).
الفكرة من كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
بيل جيتس، ريتشارد بْرَانْسُون، أوبْرا وِينْفْرِي.. لعلّك عرَفت الآن اسمًا واحدًا على الأقل من تلك الأسماء، فالعالم من حولنا يَضج بكثيرٍ من القادة والمشاهير وَرِجال الأعمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقة عند التحدُّث إلى غيرهم، ويمتازون بقدرة كبيرة على الإقناع، في حين يفتقر معظمنا إلى هاتين الصفتين، بل ونخفق في تحديد أنسب الطرائق لكل حديث، فنتحدّث بطريقةٍ واحدة مع الجميع، مُتجاهلين تمامًا أن لكُل قول معنيين، وأن الكَلِمة سِلاح، لذلك ستتعلم بين طيات هذا الكِتاب آليات صُنع القرار كما لو كُنت أحد الشخصيات التي سبق وذكرناها آنِفًا، وستكتسب شيئًا فشيئًا الفن الضروري للإقناع!
مؤلف كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وهي كُلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالولايات المُتحدة الأمريكية، وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة “الأفضل قراءة”.
ولهذه الكُلية إصدارات أُخرى، منها:
إدارة التفاعلات الصعبة.
إدارة الفرق.
اضبط وقتك.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
عن اتخاذ القرارات.
قيادة الفرق الافتراضية.
فن الكتابة التجارية.
التوظيف بمهارة لتحقيق ميزة تنافُسية.
معلومات عن المُترجِم:
مرْوان محمد سعد الدين: دَرَسَ في جامعة دِمشق عام (1995م)، وحصل منها على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها، وعمل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، ونقل إلى العربية عديدًا من المؤلفات في المجالات السياسية، والأدبية، والاقتصادية.