كيف نتحمَّل صعوبة الزواج؟
كيف نتحمَّل صعوبة الزواج؟
وقد يبدو من البديهي جملة أن الزواج “حقوق وواجبات”، ولكنها تحمل في داخلها معنًى عظيمًا، حيث إن للنساء مثل الرجال في الحقوق والواجبات، وهذا يظهر في قول الله عز وجل: ﴿وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ﴾، وهذه الحقوق هي الحقوق الإنسانية من الاحترام وتبادل الآراء، ولكن عند التعرُّض للأزمات والخلاف ومشكلات الأسرة وأمانها واستقرارها والقرارات المصيرية، تظهر شخصية القائد وتظهر قوامة الرجل الذي فضَّله الله على المرأة ببعض القوة العقلية والبدنية والنفسية وبقدرته على الإنفاق.
ولو فهمنا الاختلاف فيما بيننا من حيث اختلاف الجينات والبيئة والتربية لأدركنا أن الاختلاف من البديهي أن يحدث، ولكن الاختلاف هو الذي يأتي بالتجاذب والتكامل الذي يكون أوله اصطدامًا، لذلك فحدوث المشكلات أمر بديهي لأنه يؤدي إلى مزيد من التفاهم والاقتراب.
ثم تختفي مشكلات التعارف وتظهر مشكلات الحياة نفسها من كبد المسؤوليات والملل والفتور، وقد يظن الزوج والزوجة في هذا الوقت أن العيش قد استحال بينهما، ولكن في الحقيقة هذا الملل لم يصِب إلا الطبقة السطحية من العلاقة، وأن العلاقة أعمق بكثير مما نتخيَّل فيظهر الحب عند اشتداد المشكلات، ويجب إدراك أن كل المشكلات يمكن أن يتم حلها إذا كنا نتحلى بالصبر والرحمة، فإذا اختفت الرحمة من القلب استحال حل أي شيء.
والحب الحقيقي لا يأتي إلا بين الزوج وزوجته بعد المعاشرة ورؤية الجانب المظلم من الشخص ثم بقاء المشاعر كما هي وتقبُّل ما رأيته، أما ما بين المرأة والرجل من مشاعر قبل الزواج فهي مشاعر فسيولوجية، مشاعر الاندفاع والرغبة.
وفي الزواج يكون الجهد المبذول أكبر مما تتخيَّل، فمعظم المشكلات يكون سببها الإهمال في الأشياء الصغيرة وبنيَّة حسنة وهو عن اعتقاد خاطئ يدلُّ على الحب الخالص، وهذا الاعتقاد هو إحساس المرء بقوة العلاقة وأبديتها، وأنها لن تتأثر مطلقًا حتى بالإهمال المتعمد أو غير المتعمد، فرغم قوة العلاقة فإنها شديدة الحساسية وتتطلَّب مجهودًا كبيرًا لإنجاحها، فالحصوات الصغيرة هي التي تكوِّن الجبل الكبير من الحزن والغضب.
الفكرة من كتاب متاعب الزواج
جميعنا نبحث عن السعادة في حياتنا، ونظن أننا بالزواج الناجح قد نصل إليها، ولكن مفهوم السعادة صعب المنال لكثرة متطلَّباته، فقد نشعر بالإحباط فقط لأننا توقَّعنا صورة خيالية عن الزواج المليء بالضحك والمفاجآت والتصورات الحالمة، ثم يصدمنا الواقع بمشكلات وخلافات لا طاقة لنا بها، وفي الحقيقة أننا لو تهيَّأنا له بما يحتاج حقًّا لا بما نتخيَّل لأصبح زواجًا ناجحًا، وعليه فإن هذا الكتاب يوجه رسالة إلى الزوجة ليناقشها في معنى دورها وأهميتها كزوجة وأم وحبيبة لزوجها، وعن الصعوبات التي تواجهها، وأشياء أخرى.
مؤلف كتاب متاعب الزواج
عادل صادق: طبيب نفسي ومؤلف، حصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، وعمل في مجال التدريس والأبحاث العلمية، ورئاسة قسم الأمراض العصبية والنفسية وتنظيم امتحانات الزمالة العربية للطب النفسي.
له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “كيف تصبح عظيمًا؟”، و”أسرار في حياتك”، و”في بيتنا مريض نفسي”، و”الألم النفسي والعضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”الزوج أول من يشكو”.