قايض رأس المال الوظيفي بالرؤية
قايض رأس المال الوظيفي بالرؤية
ذكرنا سابقًا أن الأثر هو أحد صفات الوظيفة المثالية ويأتي الأثر نتيجة لوجود رؤية ترتكز جهودنا من أجل الوصول إليها، فمن دون أهداف واضحة، تكون الأفعال غير موجهة، وقد امتلكت برديس رؤية قادتها إلى النجاح، وسارة أيضًا امتلكت رؤيتها الخاصة، فلماذا لم تنجح؟ ما الفارق بين رؤية برديس ورؤية سارة؟
تكمن الإجابة في خطوات تحديد الرؤية، فما لا يدركه المعظم هو أن خطوة تحديد الرؤية التي نود أن نركز جهودنا عليها، لا تسبق خطوة تحديد المجال والخوض فيه، والأهم ليس قبل جمع مهارات معينة لتمثل رأس المال الوظيفي، فكما وضحنا في القاعدة الثانية، الأثر صفة نادرة، كي تحصل عليها يجب أن تملك ما تعرضه في المقابل، امتلكت سارة رؤية، لكنها حددتها قبل جمع المهارات اللازمة، فشعرت بالضياع في منتصف الطريق، أما برديس فركزت على جمع المهارات في مجال الجينات، ولم تكن متأكدة من مهمتها حتى تعمقت في المجال واكتسبت المهارات اللازمة، حينها فقط علمت ما تود أن تحدثه من أثر.
تشبه عملية تحويل الرؤية إلى أرض الواقع عملية المقايضة، ففي اللحظة التي تجمع فيها مهارات رأس المال الوظيفي اللازمة، وتصل إلى نقطة تنظر منها إلى أحدث التطورات في مجالك، حينها تقايض كل ما جمعته من مهارات للحصول على هذه الصفة النادرة، ويكون ذلك من خلال التركيز على مجال محدد ومهارات محددة والصبر على عملية التعلم.
الفكرة من كتاب جيدٌ إلى درجة أنهم لا يستطيعون تجاهلك: لماذا تهم المهارات أكثر من الشغف في سعيك للعمل الذي تحب؟
ارتفع معدل عدم الرضا الوظيفي بشكل لم نعهده من قبل، وبدأت رحلة البحث الوهمي عن السعادة الوظيفية التي رُبِطَت بالشغف المسبق، ومن لم يمتلكوا شغفًا مسبقًا فهم التعساء أصحاب الوظائف المكتبية، هكذا تُصَوِّر ثقافتنا الحالية عقلية الشغف، وفي هذا الكتاب نمر بمجموعة من القصص الواقعية للأشخاص الذين تمكنوا من جعل الشغف تابعًا لهم في خلق وظيفتهم المثالية، وليس قائدًا لسعيهم، ونعرف خلال هذه القصص قواعد تحقيق السعادة الوظيفية، ونؤكد أن الوظيفة المثالية تُصنَع ولا يُبحث عنها وتُنتَظر.
فما القواعد؟ وما بديل عقلية الشغف؟ وأخيرًا كيف نصنع الوظيفة المثالية؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها.
مؤلف كتاب جيدٌ إلى درجة أنهم لا يستطيعون تجاهلك: لماذا تهم المهارات أكثر من الشغف في سعيك للعمل الذي تحب؟
كال نيوبرت: أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر في جامعة جورج تاون، وحاصل على الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وله عدة مؤلفات، منها:
Deep Work
Digital Minimalism
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية للكتاب.